بيان معنى قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
عدد الزوار
83
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما رأي سماحتكم فيمن قال في معنى اسم الله الظاهر: أي: الظاهر في كل شيء ، هل يدخل هذا في القول بالحلول أم لا؟
الإجابة :
هذا باطل؛ لأنه خلاف ما فسر به النبي -صلى الله عليه وسلم- الآية الكريمة ؛ فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اللهم أنت الأول ، فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، فاقض عني الدين وأغنني من الفقر» . أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، فالظاهر معناها: العالي فوق جميع الخلق ، ولكن آياته ودلائل وجوده وملكه وعلمه موجودة في كل شيء ، وأنه رب العالمين ، وخالقهم ورازقهم ، فأنت أيها الإنسان الذي أعطاك الله السمع والبصر والعقل ، وأعطاك هذا البدن والأدوات التي تبطش بها ، وتمشي بها من جملة الآيات الدالة على أنه رب العالمين وهكذا السماء والأرض والليل والنهار والمعادن والحيوانات وكل شيء ، كلها آيات له سبحانه وتعالى تدل على وجوده وقدرته وعلمه وحكمته ، وأنه المستحق للعبادة ، كما قال الشاعر:
فواعجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
والله يقول جل وعلا: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾[البقرة: 163] ثم قال بعدها: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾[البقرة: 164] فأوضح سبحانه في هذه الآية أنواعا من مخلوقاته الدالة على أنه سبحانه هو الإله الحق الذي لا تجوز العبادة لغيره سبحانه وتعالى ، فكل شيء له في آية ودليل على أنه رب العالمين ، وأنه موجود ، وأنه الخلاق ، وأنه الرزاق ، وأنه المستحق لأن يعبد سبحانه وتعالى ، وأما معنى الظاهر فهو العالي فوق جميع الخلق ، كما تقدم في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/289- 290)