تفسير سورة الكوثر
عدد الزوار
77
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
محمد ناصر من جمهورية اليمن الديمقراطية محافظة لحج بعث بسؤالين يقول ما معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾[الكوثر: 1-3].
الإجابة :
معنى هذه السورة العظيمة أن الله تعالى يخبر بما امتن به على نبيه محمدٍ-صلى الله عليه وسلم-حيث أعطاه هذا الكوثر وهو الخير الكثير العظيم كما قال الله تعالى ﴿وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾[النساء: 113] ومنه الكوثر الذي في الجنة وهو نهرٌ أعطيه النبي-صلى الله عليه وسلم-ويصب منه ميزابان في حوضه-صلى الله عليه وسلم-الحوض المورود يوم القيامة الذي يرده المؤمنون من أمته صلوات الله وسلامه عليه ثم إن الله تعالى لما ذكر ما امتن به عليه من هذا الخير الكثير أمره أن يصلي وينحر له فقال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2] فالصلاة هي الصلاة المعروفة وهي التعبد لله تعالى بالأفعال والأقوال المعلومة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم والنحر هو التقرب إلى الله تعالى بذبح الهدايا والضحايا وما يشرع من الذبائح فالجمع بين الصلاة والنحر يكون جمعاً بين عبادةٍ بدنية وعبادةٍ مالية وقوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾[الكوثر: 3] أي: إن مبغضك الذي يبغضك هو الأبتر المقطوع الذي لا خير فيه ولا بركة وهذا كما يشمل من أبغض رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شخصياً فإنه يدخل فيه أيضاً من أبغض سنته وهديه، فإن من أبغض سنته وهديه لا شك أنه مبتورٌ مقطوع وأن الخير كل الخير في إتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام ومحبته وتعظيمه بما هو أهلٌ له صلوات الله وسلامه عليه.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب