الحكمة من صيام الست من شوال وهل يلزم صومها في كل عام؟
عدد الزوار
98
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
من تبوك سرحان خويتم الشمري يقول: ما الحكمة من صيام ست من شوال؟
الإجابة :
الحكمة من صيام ست من شوال هي الحكمة في بقية النوافل التي شرعها الله لعباده لتُكمَّل بها الفرائض، فإن صيام ستة أيام من شوال بمنزلة الراتبة للصلاة التي تكون بعدها ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة ومن حكمة الله تعالى ورحمته أنه جعل للفرائض سنناً تكمل بها وترقع بها فصيام ستة أيام من شوال فيها هذه الفائدة العظيمة وفيها أيضاً صيام السنة، فإنه قد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر» .
فضيلة الشيخ: يقول هل يلزم من صامها سنة الاستمرار عليها؟
الشيخ: لا يلزم من صامها سنة أن يصومها في بقية عمره؛ لأن هذا تطوع والتطوع للمرء أن يفعله ويدعه ولكن الذي ينبغي للمرء إذا عمل عملاً أن يثبته سواء في هذا أو في الصلاة، فإذا عمل عملاً فينبغي له ألا يدعه ويتخلى عنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر: «لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل» ، مع أن قيام الليل ليس بواجب لكن ينبغي للإنسان إذا عمل طاعة أن يستمر عليها ولكن ذلك ليس بواجب في غير الواجبات.
فضيلة الشيخ: هل من صام ثلاثة أو خمسة أيام ولم يكمل الستة الأيام من شوال هل له أجر أم لا؟
نعم، له أجر ولكنه لا يحصل الأجر الذي رتبه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: «من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال فكأنما صام الدهر» وأيضاً لابد ألا يعتقد أن هذا العدد الذي صامه ناقصاً عن ستة أيام يحصل به هذا الثواب أو يكون من السنن لأنه ليس من السنة أن تصوم خمسة أيام من شوال ولكن إذا كان الإنسان نشيطاً وفتر وترك يوماً من هذه الستة فلا حرج عليه. وأقول أيضاً تتميم للأول لو صام ثلاثة أيام من شوال بنية أنها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر فلا بأس بذلك ولكنه لا يحصل ثواب صيام ستة أيام.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب