ما صحة ما يروى: (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) ؟ وحديث : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)
عدد الزوار
121
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فتوى رقم(585)
مدى صحة الأثرين الشائعين على ألسنة الناس: أحدهما: ما ينسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، والثاني: ما ينسب إليه كذلك من قوله: «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم».
الإجابة :
أما الحديث الأول، وهو ما يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» قالوا: وما الجهاد الأكبر ؟ قال: «جهاد القلب»، فقد أورده الغزالي في كتاب: (شرح عجائب القلوب من الإحياء)، وفي باب: بيان شواهد النقل من أرباب البصائر، وشواهد الشرع على أن الطريق في معالجة أمراض القلوب ترك الشهوات. وقال العراقي في كتابه: (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار)، قال: حديث: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» رواه البيهقي في (الزهد) من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف، وقال المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير) بعد أن أورد الحديث قال: رواه -أي عن جابر - البيهقي أيضًا في كتاب (الزهد) وهو مجلد لطيف، وقال: إسناده ضعيف واتبعه العراقي. ا هـ .
ونقل السيوطي في (الدرر المنتثرة) عن ابن حجر، أنه قال في كتابه (تسديد القوس) في كلامه على هذا الحديث: (هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة في الكنى (للنسائي)انتهى.
وأما حديث: «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم»، فلم نجده فيما اطلعنا عليه من كتب أهل الحديث، ولعله قول بعض السلف، ومعناه صحيح، فإن من تعلم لغة قوم فجالسهم علم ما يتحدثون فيه فأمن مكرهم به.
وأما ما يقتضيه من الترغيب في تعلم اللغات الأجنبية فإنه مشروع عند الحاجة؛ فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لسان اليهود؛ ليكون واسطة مأمونة موثوقة بينه وبين اليهود في نقل كلامه إليهم وكلامهم إليه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/434- 436)
عبد الله بن سليمان بن منيع ... عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة