حكم الخل إذا كان أصله عصيراً
عدد الزوار
68
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السؤال الثالث من الفتوى رقم(3429)
لقد اشتبه على كثير منا أمر الخل، علماً بأن فيه عندنا في الجزائر درجات كحول ولسنا ندري كيف يصنع، فهل يتعدى حكمه إلى الحرمة بتلك الزيادة من الكحول، وليس المقصود من الخل شربه بل استعماله في كثير من الأطعمة، كالخس مثلاً، فهل يؤكل هذا الأكل بوجوده فيه أم لا ؟
الإجابة :
أولاً: الخل إذا كان أصله خمراً وتخلل هذا الخمر بفعل آدمي لا يجوز استعماله، والأصل في ذلك ما رواه مسلم والترمذي وأبو داود: أن أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمراً، قال: «أهرقها» قال: «أفلا أجعلها خلا ؟» قال: «لا».
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- : في هذا بيان واضح أن معالجة الخمر حتى تصير خلاً غير جائز، ولو كان إلى ذلك سبيل لكان مال اليتيم أولى الأموال به؛ لما يجب من حفظه وتثميره والحيطة عليه، وقد كان نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إضاعة المال، وفي إراقته إضاعته، فعلم بذلك أن معالجته لا تطهره ولا ترده إلى المالية بحال، وهو قول عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ، وإليه ذهب الشافعي وأحمد بن حنبل.
ثانياً: إذا تخللت الخمر بنفسها جاز استعمالها، والأصل في ذلك ما أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعم الإدام الخل»، وعموم هذا الحديث مخصص بالحديث السابق في الأمر الأول، قال الإمام مالك - رحمه الله - : لا أحب لمسلم ورث خمراً أن يحبسها يخللها، ولكن إن فسدت خمراً حتى تصير خلاً لم أر بأكله بأساً. انتهى.
ثالثاً: إذا كان الخل ليس أصله الخمر فلا إشكال في حله؛ لأن كل عصير حمض يسمى خلاً.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(22/121- 123)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس