هل يصوم المسافر مع بلده أو البلد التي سافر إليها ؟
عدد الزوار
95
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ع. ع. ع. وفقه الله وزاده علما وفهما آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 2 \ 12 \ 1973 م وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من السؤالين كان معلوما، ولقد سرني حرصكم على الفائدة ورغبتكم في العلم، وهذا بلا شك يبشر بالخير ويسبب المزيد من العلم، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
رزقني الله وإياك وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه والعافية من مضلات الفتن، إنه خير مسئول. وهذا نص السؤالين وجوابهما:
س: ذكرتم أن الرؤية في الباكستان لهلال رمضان وشوال تتأخر بعد السعودية يومين، وسألتم: هل تصومون مع السعودية أو مع الباكستان؟
الإجابة :
الذي يظهر لنا من حكم الشرع المطهر أن الواجب عليكم الصوم مع المسلمين لديكم؛ لأمرين:
أحدهما: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون» خرجه أبو داود وغيره بإسناد حسن، فأنت وإخوانك مدة وجودكم في الباكستان ينبغي أن يكون صومكم معهم حين يصومون، وإفطاركم معهم حين يفطرون؛ لأنكم داخلون في هذا الخطاب، ولأن الرؤية تختلف بحسب اختلاف المطالع. وقد ذهب جمع من أهل العلم منهم ابن عباس -رضي الله عنهما- إلى أن لأهل كل بلد رؤيتهم.
الأمر الثاني: أن في تشويشا ودعوة للتساؤل والاستنكار وإثارة للنزاع والخصام، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالحث على الاتفاق والوئام والتعاون على البر والتقوى وترك النزاع والحلاف؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذا وأبا موسى -رضي الله عنهما مخالفتكم المسلمين لديكم في الصوم والإفطار - إلى اليمن: «بشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا»
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(15/103-104)