كيف يجاب عن حديث عائشة في تعليم النبي لها دعاء زيارة القبور؟
عدد الزوار
66
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى-: روى مسلم من حديث محمد بن قيس قال: قالت عائشة - رضي الله عنها-: يا رسول الله كيف أقول لهم؟ قال - عليه الصلاة والسلام-: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون»، ألا يدل هذا الحديث مع حديث أم عطية - رضي الله عنها- : «نهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعْزَمْ علينا»، وغيرها من الأحاديث دلالة واضحة على جواز زيارة النساء للمقابر إذا كن لا يفعلن ما حرم الله، وإذا لم يكن كذلك كيف توجهون حديث محمد بن قيس؟
الإجابة :
ذكرنا في ما سبق جواباً يدل على حكم هذه المسألة وأشرنا إلى حديث عائشة هذا، وقلنا: إن السنة تدل على أن المرأة إذا خرجت تريد زيارة القبور فإن هذا من كبائر الذنوب، وأما إذا مرت بها بدون قصد ووقفت وسلمت فإن هذا لا بأس به وعلى هذا ينزل حديث عائشة - رضي الله عنها- حتى تلتئم السنة ولا يحصل فيها تناقض. وأما حديث أم عطية - رضي الله عنها- : «نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا» فإن كثيراً من أهل العلم قال: إن الاعتبار بما روت : «نهينا عن اتباع الجنائز» وكونها تقول: «ولم يعزم علينا» هذا تفقه منها، قد يكون هذا مراد رسول الله - عليه الصلاة والسلام-، وقد لا يكون، ولأن الاتباع غير الزيارة؛ لأن اتباع الجنائز يبعد أن يكون فيه محذور لوجود الرجال مع الجنازة، ومنعهن من المحذور فيما لو أراد النساء أن يفعلن ذلك بخلاف الزيارة.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/313- 315)