كيف نجمع بين قوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا . .) وبين (اختلاف أمتي رحمة)
عدد الزوار
85
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(15886)
كيف يمكننا التوفيق بين الحديث النبوي الشريف - على كل حال لا أدري مدى صحته - : (الاختلاف رحمة ...) ، والآية الكريمة: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾[الأنفال: 46] ؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابة :
الحديث غير صحيح، والاختلاف ابتلاء وامتحان من الله لعباده، وليس رحمة على الإطلاق، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[هود: 7] وقال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[الكهف: 7] فمن اجتهد في طلب الحق في مسائل الخلاف وكان أهلا للاجتهاد بعلمه وبصيرته فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، أما من تكلم في مسائل الخلاف بغير علم وتابع الهوى فيها فهو آثم وليس بمأجور، وبهذا تجتمع الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾[هود: 118-119] وقال - صلى الله عليه وسلم- : «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد وأخطأ فله أجر» متفق على صحته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/10)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس