هل في القرآن مجاز ؟
عدد الزوار
95
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
كثيراً ما أقرأ في كتب التفاسير وغيرها بأن هذا الحرف زائد؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى: آية 11 ] ؛ فيقولون بأن (الكاف)في (كمثله) زائدة.
وقد قال لي أحد المدرسين بأنه: ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز، فإذا كان الأمر كذلك، فما القول في قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾[يوسف: 82] وقوله تعالى: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ﴾[البقرة: 93].
الإجابة :
الصحيح الذي عليه المحققون: أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة، وكل ما فيه فهو حقيقة في محله.
ومعنى قول بعض المفسرين: أن هذا الحرف زائد، يعني من جهة قواعد الإعراب، وليس زائداً من جهة المعنى، بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية؛ لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم. كقوله - سبحانه - : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾[الشورى: 11]؛ يفيد المبالغة في نفي المثل، وهو أبلغ من قولك: ليس مثله شيء، وهكذا قوله - سبحانه - : ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا﴾[ يوسف: 82]؛ فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير، وعادة العرب تطلق القرية على أهلها، والعير على أصحابها.
وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة صيغها في الكلام، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة، ولكن ذلك من مجاز؛ أي: مما يجوز فيها ولا يمتنع.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/386-387)