السؤال :
صليت وراء أحد الأئمة فقرأ قول الله تعالى: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ فسكت ثم استأنف: ﴿هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ﴾[الأنعام: 102] فصار في نفسي شيء من هذا, فقلت له: إن لفظ (هو) تابع للتي قبلها؛ لأنها إثبات للنفي لأنه قال: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ , وليست تابعة للتي بعدها, فأصر على كلامه وقال: هذه قراءة لأحد القراء المشهورين، فما القول الفصل في ذلك ؟
الإجابة :
القول الفصل: أن القراءات لا تأتي بمجرد أن يدافع الإنسان عن نفسه ولو بباطل, فلا يمكن أن يزيد أحد في القرآن شيئاً, وعلى كلامه تكون الآية: «ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ» «هو خالق كل شيء» فتكون (هو) مكررة مرتين, وهذا خطأ عظيم, لكن الظاهر لي أن هذا رجل جاهل, وأن القارئ الذي سمعه لما وصل إلى قوله تعالى: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ انقطع نفسه, ثم أعاد فقال: ﴿هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ وهذا خطأ، حتى وإن انقطع النفس فالذي ينبغي للإنسان إذا انقطع نفسه أن يبدأ من حيث وقف, وأما ما يفعله بعض الناس الآن إذا انقطع نفسه ذهب يقرأ آخر جملة ثم استمر, فيقال: آخر جملة قد تكون مرتبطة بما قبلها فاقرأ ما قبلها, ثم الذي قبلها يكون مرتبط بالذي قبلها, وحينئذٍ يلزمه أن يعيد الآية من جديد.
لهذا نرى: أن الإنسان إذا انقطع نفسه فقد انقطع نفسه عن ضرورة فيبدأ من حيث انقطع, ولا حاجة لإعادة الجملة التي قبل.
فالمهم: أن الآية ليس فيها (هو) مرتين, بل هي مرة واحدة و (هو) التي وقعت بعد (إلا) كما قلت: إثبات لكون الله تعالى هو الخالق وحده.