من هو المجتهد ؟ وهل صحيح أن باب الاجتهاد قد أغلق ؟
عدد الزوار
141
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
أولى الرسائل بعث بها المستمع سيد حسن سيد يوسف من العراق محافظة قضاء زاهون ناحية العلا، يقول: من المجتهد؟ وما هي شروط الاجتهاد؟ وهل يكفي للعالم مثلاً أن يدعي الاجتهاد بمجرد مطالعته للكتب واستنباط ما يحتاجه منها أم لا؟
الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. المجتهد هو من بذل جهده -يعني طاقته- للوصول لمعرفة الحكم الشرعي بدليله. فإذا كان عند الإنسان علم بمدلولات الألفاظ وعلم بأدلة الكتاب والسنة وما فيها من عموم وخصوص وإطلاق وتقييد وناسخ ومنسوخ، وكان لديه أيضاً اطلاع بما قاله أهل العلم ومدارك علومهم فإنه يمكنه أن يكون مجتهداً فيما يبذل جهده فيه للوصول إلى معرفة الحق. والاجتهاد يمكن أن يتجزأ، فيكون في باب من أبواب العلم كباب الطهارة مثلاً أو باب الصلاة أو باب الزكاة أو باب الصوم أو باب الحج، ويمكن أن يكون في مسألة من مسائل العلم كمسألة في كتاب الطهارة أو في كتاب الصلاة أو في كتاب الزكاة أو في كتاب الصيام أو في كتاب الحج أو في النكاح أو غير ذلك مما يمكن للإنسان أن يبذل فيه جهداً ويطلع على الأدلة وعلى مدارك العلماء ومآخذهم حتى يصبح عنده مَلكة يستطيع بها أن يرجح بين هذه الأقوال فيما توصل إليه من البحث. والقول بأن باب الاجتهاد قد أغلق قول ليس على إطلاق، بل إن الاجتهاد ممكن، بل إنه يتجزأ في باب أو في مسألة من مسائل العلم، ولا يمكن أن نهجر الاستدلال بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- مع أن الكتاب والسنة يعطيان والحمد لله بأيدينا إلى اليوم، فلا يمكن أن نقول للناس: لا تأخذوا أحكام دينكم من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تنقلوه مما كتبه أهل العلم الذي قد يكون ما كتبوه خطأ وقد يكون صواباً. والإنسان إنما يكلف بحسب ما يستطيع، ولكن مع ذلك لا أرى أن الإنسان كل إنسان يمكنه أن يأخذ الحكم من الكتاب والسنة بحيث إذا رأى نصاً أخذ به مع احتمال أن يكون له تقييم أو تخصيص أو نص في مكان آخر، بل على الإنسان أن يبقى ويتمهل وينظر ويحرر ويحقق حتى يتبين له الحق.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب