حكم قول بعضهم: (إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولكن قل علي رقيب)
عدد الزوار
108
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
لقد سمعت بيتاً لأحد السلف الصالح، ولكنه التبس عليَّ الشطر الأخير وشككت فيه من الناحية العقائدية، فأرجو من فضيلة الشيخ أن يبين لي معنى هذا البيت، وهل هو صحيح من ناحية الاعتقاد أم لا؟ البيت هو:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل . . . خلوتُ ولكن قل علي رقيب
إلى أن قال:
ولا تحسبن الله يغفل طرفةً . . . ولا أن ما يخفى عليه يغيب
الإجابة :
هذان البيتان صحيحان، فإذا خلا الإنسان يوماً من الدهر فلا يقل: إني خلوت؛ لأن عليه رقيباً من الله -عزّ وجلّ-، كما قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[ق: 18].
فالإنسان مهما اختفى عن الناس فإنه لن يخفى على الله، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾[ال عمران: 5]، ولا تظن أنك إذا اختفيت فإن الله -سبحانه وتعالى- يغفل عنك أو لا يعلم بك، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾[البقرة: 85]، ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾[إبراهيم: 42]، فهو -سبحانه وتعالى- محيطٌ بكل شيء علماً، يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، ويعلم ما ظهر وما بطن.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(1/172)