توضؤوا واغتسلوا وغسلوا ملابسهم عدة أيام بماء نجس مع جهلهم بالحال ، فماذا يلزمهم؟
عدد الزوار
142
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(23094)
نحن سكان الدحلة الوسطى حي المسفلة بأننا شعرنا بطعم غريب في المياه التي نشربها ونتوضأ بها ونغتسل بها للجمعة ومن الجنابة ونتطهر بها جميع الطهارات الواجبة والمستحبة وبرائحة كريهة جداً استنكرها الجميع فقال بعضهم: لعلها رائحة الأدوية المعقمة والمطهرة للماء زادت عن المقياس المطلوب. وقال بعضهم: لعلها مياه المجاري اختلطت مع مياه الشرب. واتفق الجميع على أن الرائحة مثل رائحة النجاسة تماماً وخاصة مع تغير طعمها وبقي الناس في شك من أمرهم وآثروا عدم الاستعجال في أمرهم نظراً لثقتهم في الجهة المسؤولة عن متابعة المياه واستمر الحال كذلك ولمدة أسبوع أو أكثر والناس يستعملونها في طهاراتهم الواجبة والمستحبة، ولما تضايق الناس ذهبوا إلى المسؤولين وأخبروهم بالحال فبعث المسؤولون لجنة تبحث عن حقيقة الموضوع فتبين أن المياه نجسة باليقين الذي لا شك فيه؛ لأن أحد الناس قام بتوصيل خط الصرف الصحي بخط مياه الشرب وهو لا يدري ولأنه لم يراجع الجهة المسؤولة عندما أراد فتح خط الصرف الصحي لبيته والأسئلة هي:
أولاً: ما حكم الصلوات والأغسال الواجبة التي تمت به بهذه المياه قبل العلم اليقيني بنجاستها على حال افتراق الناس أعلاه؟
ثانيــاً: ما حكم من تطهر بها الطهارة الواجبة بعد التأكد من نجاستها معتذراً بأن جميع المياه التي بالحي نجسة وغير طهور ولا يوجد غيرها؟
ثالثـاً: بعض البيوت التي بعد الحي لم يشموا الرائحة ولا الطعم ولكن أثبت الأطباء أن نسبة النجاسة والتلوث أكثر من (60%) فما حكم الطهارة بها.
رابعـاً: ما حكم الملابس والأواني التي تم غسلها بهذه المياه والصلاة فيها.
خامساً: بعض الناس أضاف إلى هذه المياه في خزان بيته ماء آخر حتى ذهبت الرائحة وتغير الطعم فما الحكم؟
سادساً: في حالة بطلان الصلوات الحاصلة نقضيها جماعة أو فرادى وهل نؤديها في وقت واحد كلها؟
نرجو من سماحتكم الإجابة على هذه الأسئلة في أقرب وقت ممكن؛ لأن الناس في حَيَّنا في اضطراب شديد ونريد أن تطمئن قلوبنا ونعلم صحة صلاتنا وطهارتنا وما هو الواجب علينا جعلكم رحمة للأمة وذخراً وعزاً للإسلام والمسلمين.
الإجابة :
وبعد اطلاع اللجنة على السؤال كتب سماحة المفتي العام إلى المدير العام لفرع مصلحة المياه بمنطقة مكة المكرمة بخطابه رقم (3552/2) في 4/5/1425هـ، للاستفسار عن الموضوع الذي ذكره السائل، وقد أجاب سعادة المشرف العام على المديرية العامة للمياه بخطابه رقم (6/4113) في 11/8/1425هـ، مؤكداً صحة ما ذكره السائل من اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب ونصه:
إشارة إلى خطاب سماحتكم رقم (3552/2) في 4/5/1425هـ، بخصوص التلوث الخاص بمنازل سكان الدحلة الوسطى بحي المسفلة حيث كان سبب التلوث وجود كسر بماسورة بلاستيك للصرف الصحي قام بتركيبها أحد المواطنين بطريقة عشوائية وملاصقة لماسورة حديد قطرها 4 بوصة خاصة بشبكة مياه الشرب وحسب خطاب مدير عام المياه بالعاصمة المقدسة رقم (4/2/2/1/3141) في 26/5/1425هـ تم ولله الحمد معالجة الوضع والانتهاء من المشكلة وتم تطهير الخط وتعقيم جميع خزانات المواطنين في ذلك الحي حيث تم التأكد من عدم تسجيل أي حالة تلوث بالمنطقة بعد تشغيل المياه لها. وعلى هذا أفتت اللجنة بما يلي:
أولاً، وثانياً: بالنسبة للذين توضؤوا بالماء الذي تبين أنه نجس بوجود علامات النجاسة وهي اللون والطعم والريح فإن عليهم أن يعيدوا الصلوات التي صلوها باستعمال ذلك الماء؛ لأنه يشترط في صحة الوضوء طهورية الماء وتبين أن الماء غير طهور، وكون جميع مياه الحي بهذه الصفة المذكورة لا يسوغ لهم التطهر بذلك الماء؛ لأنه بإمكانهم طلب الطهور وهو قريب منهم ويمكنهم الحصول عليه فيلزم إعادة الصلوات على الفور مع الترتيب سواء قضوها جماعة أو فرادى.
ثالثاً: بالنسبة للماء الذي لم تظهر عليه علامات النجاسة فإنه باق على طهوريته فيجوز التطهر به ولو خالطته نجاسة لم تظهر آثارها عليه.
رابعاً: الملابس والأواني التي غسلت بالماء النجس لا تطهر بذلك الغسل؛ لأن الماء النجس لا يزيل النجاسة إن كان فيها نجاسة، وإن لم يكن فيها نجاسة لكنها غسلت بالماء النجس من باب التنظيف فإنها تنجس بغسلها بالماء النجس فيلزم غسلها في الحالتين بماء طهور.
خامساً: من أضاف إلى الماء ماءً طهوراً كثيراً حتى زال أثر النجاسة كما ذكر في السؤال ، فإن النجاسة قد تحولت بهذه العملية إلى ماء طهور يصح التطهر به واستعماله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
أحمد بن علي سير المباركي ... عضو
صالح بن فوزان الفوزان ... عضو
عبد الله بن محمد المطلق ... عضو
عبد الله بن علي الركبان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ. ... الرئيس