إذا أجنب المريض فهل يجزئه التيمم عن الوضوء والغسل حتى ولو بعد زوال المانع؟
عدد الزوار
92
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
المستمع عبد المنعم دفع الله سوداني مقيم في القصيم يقول في رسالته: إذا أصابت الرَّجل جنابة وأوجبت عليه الغسل وهو في نفس الوقت مريض بمرض يمنعه من الغسل بالماء، فهل التيمم يغني عن الغسل بالماء حتى ولو زال المانع بعد أيام وهل التيمم لرفع الجنابة يغني عن الوضوء للفريضة إذا دخل وقتها في نفس وقت أداء رفع الجنابة أفيدونا بذلك مأجورين؟
الإجابة :
إذا أصابت الرجل جنابة أو المرأة وكان مريضاً لا يتمكن من استعمال الماء، فإنه في هذه الحال يتيمم؛ لقول الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾[المائدة: 6] وإذا تيمم عن هذه الجنابة، فإنه لا يعيد التيمم عنها مرة أخرى إلا بجنابة تحدث له أخرى، ولكنه يتمم عن الوضوء كلما انتقض وضوءه والتيمم رافع للحدث مطهر للمتيمم؛ لقول الله تعالى حين ذكر التيمم وقبله الضوء والغسل قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[المائدة: 6] وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» والطَّهور ما يتطهر به الإنسان وهذا يدل على أن التيمم مطهر، لكن طهارته مقيدة بزوال المانع من استعمال الماء، فإذا زال المانع من استعمال الماء فبريء المريض أو وجد الماء من كان عادماً له، فإنه يجب عليه أن يغتسل إذا كان تيممه عن جنابة وأن يتوضأ إذا كان تيممه عن حدث أصغر ويدل لذلك ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد -الطويل- وفيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رأى رجلاً معتزلاً لم يصل في القوم، فسأله ما الذي منعه فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء، فقال: عليك بالصعيد، فإنه يكفيك ثم حضر الماء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستقى الناس منه وبقى منه بقية فقال: للرجل خذ هذا فأفرغه على نفسك»، وهذا دليل على أن التيمم مطهر وكافٍ عن الماء، لكن إذا وُجد الماء فإنه يجب استعماله، ولهذا أمره النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يفرغه على نفسه بدون أن يحدث له جنابة جديدة، وهذا القول الذي قررناه هو القول الراجح من أقوال أهل العلم.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب