كيفية الغسل من الجنابة
عدد الزوار
110
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
إنني أبعث بالشكر الجزيل للقائمين على برنامج نور على الدرب. ونحن نشكرك يا أخت أم وليد على استفسارك وحرصك على أمور دينك، وتحية لك. هذه الرسالة من طالب علم وقع رسالته بطالب علم، يقول: كيف يكون غسل الجنابة؟
الإجابة :
غسل الجنابة له صفتان: واجبة، ومستحبة. أما الواجبة فهي أن يغسل الإنسان بدنه كله لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾[المائدة: 6] فإذا غسل الإنسان بدنه كله على أي صفة كانت بنية أجزأه ذلك، ومن المعلوم أن المضمضة والاستنشاق داخلان في هذا؛ لأن الأنف والفم في حكم الظاهر لا في حكم الباطن؛ ولهذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتمضمض ويستنشق في الوضوء، وهذا في التفسير؛ لقوله تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾[المائدة: 6]. فعلى كل حال هذه الصفة الواجبة في الغسل أن يعم الإنسان جميع بدنه بالماء مرة واحدة، ومن ذلك المضمضة والاستنشاق. وأما الصفة المستحبة فهي أن يغسل فرجه وما لوثه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة وضوءاً كاملاً؛ يغسل وجهه بعد المضمضة والاستنشاق، ويغسل يديه إلى المرفقين، ويمسح رأسه وأذنيه، ويغسل رجليه، ثم بعد ذلك يفيض الماء على رأسه حتى يروِي أصوله إذا كان ذا شعر كثير، ثم يفيض عليه ثلاثة مرات على الرأس، ثم يغسل سائر جسده. هذا على صفة ما روته عائشة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أما ما روته ميمونة -رضي الله عنهما- ، فإن الأمر يختلف بعض الشيء، فإنه يغسل فرجه بما لوثه، ويضرب بيده على الأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثة لينظفها بعد هذا الغسل، ويغسلها، ثم يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، ثم يغسل رأسه غسلاً كاملاً، ولا يغسل رجليه، ثم بعد ذلك يفيض الماء على سائر جسده، ثم يغسل رجليه في مكان آخر. هكذا روته أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنهما-. والأفضل للإنسان أن يفعل الصفتين جميعاً، بمعنى أن يغتسل على صفة ما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنهما- أحياناً، وعلى صفة ما جاء عن ميمونة أحياناً ليكون عاملاً للسنتين جميعاً، وإذا كان الإنسان لا يدرك إلا صفة واحدة من هاتين الصفتين فلا حرج عليه في ملازمتهما، والله الموفق.
فضيلة الشيخ: هل يلزم مثلاً إعادة الوضوء للصلاة بعد الغسل للجنابة؟
الشيخ: لا يلزم.
فضيلة الشيخ: لا من القُبل ولا من الدُّبر؟
الشيخ: هذا لا يلزم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتوضأ بعد الغسل، لكن إن مسَّ ذَكره، فإنه يجب عليه الوضوء، لا من أجل جنابة سابقة، ولكن من أجل الحدث الطارئ وهو مس الذَّكر، إذا قلنا بأن مس الذَّكر ينقض الوضوء؛ لأنها مسالة ذات خلاف بين أهل العلم.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب