حكم رفع اليدين بالدعاء بين الأذان والإقامة
عدد الزوار
123
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السائل سعد العتيبي يقول في سؤاله: الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب هل أستطيع أن أرفع يدي بالدعاء أم لا أستطيع؟
الإجابة :
التعبير بهذا هل أستطيع أو لا غير سليم؛ لأنه يستطيع أن يرفع يديه لكن لو قال هل يستحب أن أرفع يدي فجوابه نعم يستحب أن الإنسان إذا دعا بين الأذان والإقامة أن يرفع اليدين لأن الأصل إن رفع اليدين في الدعاء مشروع ومن آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة لكن ما لم ترد السنة برفع الأيدي فيه فلا ترفع فيه الأيدي وهذه المسألة النصوص فيها على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما علمنا أنه لا رفع فيه وذلك مثل الدعاء أثناء خطبة الجمعة، فإنه لا ترفع فيه الأيدي لا من الإمام الخطيب ولا من المستمعين إلا في حال واحدة إذا دعا في الاستسقاء يعني دعا الله تعالى أن يغيث الخلق فهنا يرفع يديه ويرفع الناس أيديهم أيضاً وكذلك إذا دعا بالاستصحاء، فإنه يرفع يديه ودليل ذلك حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلا دخل يوم الجمعة والنبي-صلى الله عليه وسلم-يخطب فقال يا رسول الله: «هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع النبي-صلى الله عليه وسلم-يديه وقال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» ورفع الناس أيديهم معه فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته -عليه الصلاة والسلام- بقي المطر على المدينة أسبوعا كاملاً لم يروا الشمس وسالت الأودية فدخل رجل يوم الجمعة الثانية أو الرجل الأول وقال يا رسول الله: «غرق المال وتهدم البناء فادعوا الله يمسكها عنا فرفع النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يديه وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضِّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر» فانفرج السحاب عن المدينة وصار المطر حولها وخرج الناس يمشون في الشمس). ما عدا ذلك فإن الخطيب لا يرفع يديه أثناء الدعاء في الخطبة وعلمنا ذلك من أن الصحابة -رضي الله عنهم- أنكروا على بشر بن مروان حينما رفع يديه في الدعاء حال الخطبة كذلك نعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-كان لا يرفع يديه في الدعاء في التشهد ولا في الجلوس بين السجدتين بل يداه موضوعتان على فخذيه -عليه الصلاة والسلام-.
القسم الثاني: أن لا نعلم أن النبي-صلى الله عليه وسلم-رفع يديه ولا يكون هو ظاهر الحديث فحينئذٍ لا نرفع الأيدي وذلك مثل الدعاء عند القبر، فإن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» ولم يرد في ذلك رفع يدين فالظاهر عدم الرفع.
القسم الثالث: ما عدا ذلك فالأصل في الدعاء الرفع؛ لأن رفع اليدين من آداب الدعاء وأسباب الإجابة هذه هي خلاصة رفع اليدين في الدعاء وعلى هذا نقول إن الدعاء بين الأذان والإقامة من هذا النوع أن الإنسان يرفع يديه ويدعو الله تعالى بما أحب من خير الدنيا والآخرة.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب