حكم الدعاء للوالدين بـ: (اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا...وتجاوز عنهما ما قضوا فيه من حق خدمتك)
عدد الزوار
165
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(21816)
وجدت دعاء يوزعه (...) وقد وسمه بـ (دعاء بر الوالدين) علماً بأنني قد أخذت هذا الدعاء من مركزهم الواقع في حي الملز، وبالتحديد على شارع صلاح الدين الأيوبي، وقد قرأت هذا الدعاء ولم أجد أحداً من العلماء قدم له، ولم يذكر اسم المطبعة التي طبعته، ولم يعز تلك الأدعية والأذكار، وقد استوقفتني بعض العبارات فيه، مثل قولهم: (اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا).
هذا وإني آمل من مشايخنا بيان الحق في هذا الدعاء، وأطلب كلمة توجيهية في مثل هذه الأدعية التي لا تنتمي إلى عالم معروف، ولا جهة شرعية، كما آمل بيان بعض الكتب التي تهتم بذلك، وهل يوجد دعاء اسمه دعاء بر الوالدين، وجزاكم الله خيراً.
الإجابة :
إن حق الوالدين حق عظيم، يأتي بعد حق الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[النساء: 36]، وذلك ببرهما والإحسان إليهما بالقول وبالفعل، ومنع الإساءة إليهما بكل قول أو فعل ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: 23-24]، ولكن لم يرد دعاء مخصوص يدعى به لهما فيما نعلم سوى قول: (رب ارحمهما)، (رب اغفر لي ولوالدي) ونحو ذلك مما لا محذور فيه، أما ما ذكر في هذه البطاقة من أنواع الأدعية فإنه غير وارد، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ومن ذلك تخصيص دعاء لم يرد بتخصيصه دليل إضافة إلى ما في هذا الدعاء من ألفاظ غريبة، مثل قوله: (اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا) وقوله: (وتجاوز عنهم ما قضوا فيه من حق خدمتك) وهذه لفظة صوفية؛ لأن الله سبحانه لا يحتاج إلى أن يخدم، وإنما حقه أن يعبد، وعليه فإنه لا يجوز طبع هذه البطاقة، ولا ترويجها، ويكفي أن يدعى للوالدين بما ورد في الكتاب والسنة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/222- 223)
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... الرئيس