إشكال في حديث الاستخارة: (اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر..) والجواب عنه
عدد الزوار
138
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(20787)
أتقدم لكم في رسالتي هذه بسؤال شكل لدي التباسا، أرجو أن تنفعوني بالإجابة عنه، ألا وهو المتعلق بدعاء الاستخارة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة...ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، سبحانك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر... وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به» فاللبس وقع لي في لفظ: (اللهم إن كنت تعلم) فالله سبحانه وتعالى يعلم الأمور حاضرها وماضيها ومستقبلها، واللفظ أتى: (إن كنت تعلم) أي حسب فهي المحدود - كأننا ننفي العلم لله سبحانه وتعالى.
الإجابة :
العبارة الواردة في حديث الاستخارة بلفظ: «اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي...» الحديث تدل على علم الله بكل شيء وإحاطته به، وليس للعبد شيء من ذلك إلا ما أعلمه الله له وألهمه إياه، ولا يجوز أن يفهم من العبارة المذكورة نفي العلم عن الله أو الشك في ذلك، وحاشا الله عن ذلك سبحانه، فالله سبحانه عالم بحقيقة ما استخار العبد فيه ربه قبل خلقه وبعد خلقه، وما يؤول إليه، والمعنى إن كان في سابق علمك بأن هذا الأمر خير لي.. إلخ أو أن هذا الأمر شر لي، وهذا ما يجهله العبد المستخير، ويعلمه الله سبحانه، فالعبد يطلب من الله أن يلهمه ويوفقه للخير، ويصرفه ويصرف عنه الضر، ولا يعلم ذلك إلا الله، فينبغي لك أن تبتعد عن مثل هذه الخواطر التي قد تقدح في عقيدتك، وتؤثر على دينك، وأن تحسن ظنك بالله، فإن الله عند حسن ظن عبده به، وعليك أن تسأل أهل العلم الموثوق بعلمهم عما أشكل عليك من أمور دينك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/254- 256)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. ... الرئيس