يعانون معاناة شديدة من فقد النقود والحلي في البيت، فهل هذا من فعل الجان؟
عدد الزوار
140
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(6840)
أفيد فضيلتكم أننا نعاني مشكلة منذ زمن، وهي: فقدنا النقود في عدة أماكن من المنزل، ولم نكتفي بهذا الحد، بل وصل الأمر إلى فقدان المصوغات الذهبية، علما بأننا نسكن في المنزل المكون من ثلاثة أدوار، أنا وأبنائي وعائلاتهم، ولا يوجد لدينا غريب ولا يوجد لدينا شك في أحد الموجودين في المنزل، وبسؤالنا لبعض من لهم خبرة في هذا المجال فمنهم من يقول: بأن هناك جان، ومنهم من يقول: منكم وفيكم، ولا يستطيع أن يوضح اسم الفاعل، هذا مع ملاحظة أن جميع من بالمنزل ممن يتقون الله ويخافونه ويؤدون الفرائض على الوجه الصحيح، ولا يؤذون أحدا أو يرتكبون المحرمات، ومن كثرة المشاكل التي نواجهها أقرب مشكلة حصلت منذ أسبوع، فقد أحضر أحد الأبناء مبلغا وقدره (عشرة آلاف ريال) ولم يمض على وجودها سوى ساعتين أو ثلاث ساعات على الأقل للذهاب بها إلى البنك، ولكن فوجئ فقدان مبلغ أربعة آلاف ريال من المبلغ الأصلي، على الرغم من وجود المبلغ بأجمعه في الحقيبة الخاصة به، وفي شهر رمضان المبارك لقد تم وضع مبلغ (1000) ريال، وخرج صاحب المبلغ لأداء صلاة التراويح على الرغم من قيامه بقراءة آية الكرسي على النقود، وبعض الآيات المستحبة، ولكن رجع ولم يجد المبلغ على الرغم من عدم وجود أي شخص في المنزل.
هذه أقل القليل من المشاكل التي نواجهها في فقدان النقود والذهب المتكررة، لذا نرجو من سماحتكم إفادتنا والإفتاء في موضوعنا الذي أصبح يزعجنا وأصبحنا نقوم بحفظ نقودنا ومصوغاتنا في أحد منازل أبنائي القريبة من منزلي أو في البنك، فنحن لا نستطيع الاحتفاظ بأدنى مبلغ في المنزل، مع علم سعادتكم بأن الإنسان لا يستغني عن وجود ولو مبلغ بسيط للصرف على الاحتياجات اليومية. أفيدونا في حل مشكلتنا أفادكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء.
الإجابة :
إذا ثبت أن ما يؤخذ منكم لم يكن بفعل أحد من الآدميين لا سكان البيت ولا غيرهم فهو والله أعلم من عمل شياطين الجن؛ لأن مثل هذا يقع منهم كثيرا بإذن الله - وقد ورد في القرآن والسنة ما يدل عليه، قال تعالى عن نبيه سليمان -عليه الصلاة والسلام-:
﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ﴾[النمل: 38-39] وثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟) قال: قلت: يا رسول الله: شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه سيعود، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال لا أعود، فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله: شكا حاجة وعيالا فرحمته، فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قلت: لا، قال: ذاك شيطان» كذا رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/248- 252)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس