رأي الشيخ ابن باز في قول بعضهم: (من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه)
عدد الزوار
155
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة تردد على ألسنة كثير من طلبة العلم ، وهي: من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه؟
الإجابة :
المعروف أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه ، هذه هي العبارة التي نعرفها . وهذا صحيح: أن من لم يدرس على أهل العلم ، ولم يأخذ عنهم ، ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم ، فإنه يخطئ كثيرًا ، ويلتبس عليه الحق بالباطل ، لعدم معرفته بالأدلة الشرعية ، والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم ، وحققوها وعملوا بها ، أما كون خطئه أكثر فهذا محل نظر ، لكن على كل حال أخطاؤه كثيرة ، لكونه لم يدرس على أهل العلم ، ولم يستفد منهم ، ولم يعرف الأصول التي ساروا عليها فهو يخطئ كثيراً ، ولا يميز بين الخطأ والصواب في الكتب المخطوطة والمطبوعة .
وقد يقع الخطأ في الكتاب ، ولكن ليست عنده الدراية والتمييز فيظنه صوابا ، فيفتي بتحليل ما حرم الله ، أو تحريم ما أحل الله ، لعدم بصيرته ، لأنه قد وقع له خطأ في كتاب ، مثلا: لا يجوز كذا وكذا ، بينما الصواب أنه يجوز كذا وكذا ، فجاءت لا زائدة ، أو عكسه: يجوز كذا وكذا والصواب: ولا يجوز فسقطت لا في الطبع أو الخط فهذا خطأ عظيم .
وكذلك قد يجد عبارة: ويصح كذا وكذا ، والصواب: ولا يصح كذا وكذا ، فيختلط الأمر عليه ؛ لعدم بصيرته ، ولعدم علمه ، فلا يعرف الخطأ الذي وقع في الكتاب ، وما أشبه ذلك .
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(23/371)