حكم المداومة على رفع اليدين في الدعاء في مواطن الإجابة
عدد الزوار
87
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فضيلة الشيخ! سؤالي حول رفع اليدين في الدعاء في الأوقات التي يرجى فيها الإجابة، إذا كان ذلك باستمرار، كالثلث الآخر من الليل أو بين الأذان والإقامة؟
الإجابة :
بارك الله فيك! رفع اليدين في الدعاء من آداب الدعاء، ومن أسباب الإجابة، فالأصل أن ذلك مشروع إلا إذا وجد سببه في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيكون غير مشروط، ولهذا أنكر الصحابة على بشر بن مروان لما رفع يديه في خطبة الجمعة في الدعاء، وقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «لا أزيد على الإشارة».
اعلم أن الأصل في الدعاء هو رفع اليدين؛ لأنه من الآداب وأسباب الإجابة، إلا إذا وجد هذا الشيء في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعا ولم يرفع فالأفضل عدم الرفع، وينكر على من رفع.
السائل: عدم ورود ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الترغيب فيه هل يدل هذا على أن المقتضى كان موجوداً؟
الشيخ: مثل ماذا؟
السائل: لأن رفع اليدين يقول أحد الإخوة -جزاه الله خيراً- لما رآني أرفع يدي بين الأذان والإقامة ويكون ذلك دائماً تقريباً يقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ثبت عنه، فيقول الأخ هذا: إن هذا ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو فعله لنقل، فيقول: أنت استمرارك على هذا يدخل في قسم البدعة؟
على كل حال: هذا خطأ فيما نرى، أولاً: الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يكن يدعو إلا عند الإقامة، ما يدريه أنه يرفع يديه وما يرفع يديه.
والثاني: أن الأصل هو استحباب رفع اليدين في الدعاء إلا إذا ورد دليل على خلافه؛ لحديث: «إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً» هذه واحدة.
الثانية: أن الرسول ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، فلو أن لمد اليدين تأثيراً في قبول الدعاء ما ذكره الرسول -عليه الصلاة والسلام-، كما هي القاعدة: (إن عدم النقل ليس نقلاً للعدم).
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(184)