ما حكم ذكر المنكرات أثناء خطبة الجمعة؟
عدد الزوار
152
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فضيلة الشيخ! يعمد بعض الخطباء في خطبهم ذكر بعض الجرائم التي تحصل بين الزوجين، أو تحصل في الأسواق، أو كذا، فهل هذا العمل يعتبر من إشاعة الفاحشة بين المسلمين؟
الإجابة :
الذي أرى للخطباء ألا يثيروا شيئاً في الخطبة التي يخطبون بها أمام الناس، إلا إذا اشتهر الشيء وكثر وشاع، أما إذا كان في قضية واحدة وهي مما ينكر عليها إنكاراً عظيماً، فإن الواجب أن الإنسان يتصل بهذا الذي حصل منه هذا الشيء وينصحه، لأن الشيء إذا ذكر صار حديث الناس، وإذا لاكته الألسن سهل على النفوس، فيحصل في هذا مفسدة أكثر مما يحصل من المنفعة، أما لو اشتهر مثلاً فهذا لا بأس به، وكذلك لو كان هذا الشيء مخالفاً لأمر معلوم، مثل قضية بريرة - رضي الله عنها - حين جاءت إلى أم المؤمنين عائشة تريد منها الإعانة على قضاء دين مكاتبتها، فقالت عائشة: (على أن يكون الولاء لي) لكن أهل بريرة أبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فقال لها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أي لعائشة: «خذيها واشترطي لهم الولاء»، ثم قام النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خطيباً في الناس فقال: «ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله» فهذا فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجل أن يشرع للناس هذا الحكم، أو أن يبين للناس حكم هؤلاء الذين اشترطوا شرطاً ليس من كتاب الله، وأن شروطهم باطلة.
فعلى كل حال أرى المنكرات التي تكون من أفراد ولا تشتهر في الناس الأولى ألا تنشر بين الناس لئلا تلوكها الألسن، فيسهل على النفوس هذه المنكرات، وأما إذا شاعت وانتشرت؛ فلابد من الكلام عنها.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(78)