السؤال :
ما قول فضيلتكم فيمن تولى لمتابعة الصيد وافتتن به حتى أصبح هو همه وشغله الشاغل, فأهمل في حق أهله وفي تربية أولاده، وقصر في الإنفاق عليهم, حتى إنه ذكر من حال بعضهم أنه يستدين فوق مرتبه ليشتري طلقات فتذهب كلها وجلها في اللعب, وقد يعرف من بينهم من كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب, ثم بعد انشغاله بالصيد نسيه، أو نسي الكثير منه, فما توجيهكم؟
الإجابة :
توجيهنا لهؤلاء الذين فتنوا بالصيد وأضاعوا الواجب عليهم أن يتقوا الله -عزّ وجلّ-, وأن يعلموا أن سعيهم في الصيد وذهابهم إليه مع إضاعة الواجب عليهم, سواء كان الواجب لله -عزّ وجلّ-، أو واجب للمخلوق، أنهم بذلك آثمون, وأن أي خطوة يخطونها فهي عليهم إثم, حتى يقوموا بالواجب الذي أوجب الله عليهم, سواء كان الحق لله أو حق للعباد, وليعلموا أن هذه الفتنة اختبار من الله -عزّ وجلّ-؛ لأنهم كلما تعلقت النفس بشيء وهو مما يكرهه الله فإنها فتنة للإنسان, فعليه أن يتقي الله وأن يرجع إلى نفسه, وأن يجعل الصيد أمراً ثانوياً، إذا كان عنده فراغ فلا بأس أن يخرج إلى الصيد ليصطاد ما أحل الله له؛ لأن هذا من جملة الرزق الذي يرزق به الإنسان, أما كونه يشغله عن واجب الدين فهذا لا يجوز.