حكم تأخير زواج البنات طمعًا في كثرة المهر
عدد الزوار
90
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
يقول السائل: أرجو من سماحة الشيخ توجيه النصح للآباء، الذين يحتكرون بناتهم طمعًا في كثرة المهر؛ ولهذا السبب اختلط الحابل بالنابل، وأصبح الناس يتلهفون وراء المادة ولا يبالون بمن يزوجون، والذي لديه ثروة مالية، يقبل ما فَرَضَهُ عليه الأب من مهر، وتكاليف باهظة وأصبح الفقير عاجزًا عن الزواج ولا يلتفت إليه أحد بل ينظرون إليه بعين الاحتقار، فما هو رأي سماحتكم وما هو توجيهكم بارك الله فيكم؟
الإجابة :
الواجب على الأولياء سواء كانوا آباء أو إخوة، أو أعمامًا أو غيرهم، الواجب عليهم تقوى الله سبحانه وتعالى، وأن يخافوا الله في مولياتهم، وأن يجتهدوا في تزويجهن على الأكفاء، ولو بمهور قليلة، وألاّ يتكلفوا في ذلك، لا في المهر ولا في الوليمة، فالواجب التماس الأكفاء الأخيار الطيبين، ولو كانوا فقراء لكن يستطيعون المهر، ويستطيعون النفقة على زوجاتهم، وفي الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام- : «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» فالمؤمن يتحرّى الزوج الصالح لبنته وأخته، وابنة أخيه، ونحو ذلك ولا يهمه المال، يهمه الرجل الصالح، ولو كان المهر قليلاً، ولو كانت التكاليف قليلة، ولو كانت الوليمة قليلة، هذا هو الواجب على الأولياء، ولا يجوز لهم أن يحبسوا النساء، لطلب كثرة المال، هذا غلط كبير، وشر عظيم، وقد يزوّجون من ليس بكفء من أجل المال، ويَدَعُون الكفء لأجل قلة المال، هذا منكر وخيانة للأمانة، فالموليات أمانة عند الأولياء، فالواجب على الأولياء أن يتّقوا الله في الأمانة، وأن يلتمسوا للأمانة الرجل الصالح الطيب، وإذا لم يوجد إلا ناقصون، يختار الأفضل فالأفضل، والأقل شرًا حتى لا تعطل البنات والأخوات، هذا هو الواجب على الجميع، مع تقوى الله في ذلك والحذر من ظلم النساء، والحرص على تزويجهن بمن يخطب من الأكفاء ولو قلَّ المال، ولو قلَّت التكاليف
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(20/435- 437)