حكم المغالاة في قصور الأفراح
عدد الزوار
93
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما حكم المغالاة في قصور الأفراح، ولا سيما أن بعض الناس، اتخذها عادة، ويشترط لزواج ابنته أن يكون فرحها في القصر الفلاني، وهي تثقل كاهل العريس، ما هو توجيه سماحتكم حول هذا الموضوع؟
الإجابة :
لا ريب أن السنة عدم التكلف في المهور والولائم، من أجل تسهيل زواج الشباب والفتيات، فينبغي لأهل الزوج ولأهل الزوجة، عدم التكلف في هذه الأمور، وأن يتواصوا بترك التكلف، وأن يتواصوا أيضا بقلة المهور؛ تشجيعا للشباب على الزواج، وحرصا على تزويج الفتيات، وعدم بقائهن في البيوت، وقصور الأفراح كذلك مما يثقل كاهل أهل الزوج، أو أهل الزوجة في بعض الأحيان، كذلك مثل الولائم والتوسع في الوليمة، يشق عليهم أيضا فالمشروع للجميع عدم التكلف، لا لأهل الزوج، ولا لأهل الزوجة، المشروع للجميع عدم التكلف، خير الصداق أيسره، خيرهن أقلهن مؤنة، فينبغي للمؤمن ألا يتكلف في هذه الأمور، ولكن يفعل السنة، النبي عليه السلام، قال لعبد الرحمن: «أولم ولو بشاة» والنبي أولم على زينب بخبز ولحم، ودعا الناس إلى الوليمة، فكل من دخل أكل، المقصود: أن جنس الولائم مشروع في النكاح، لكن ينبغي للمسلمين في هذا عدم التكلف بالاستكثار من الولائم، وجعل الطعام الكثير الذي قد يفضي إلى جعله في القمائم، والمحلات التي ينبغي تنزيه الطعام عنها، وبعده عنها، وأن يبعث إلى الفقراء والمحاويج، المقصود أن كثرة الولائم تفضي إلى هذا، تفضي إلى أن يلقى الطعام واللحوم في الزبالات والقمائم، أو في محلات يرغب إبعاده عنها، مع حاجة الفقراء إلى هذا المال، وهذا الطعام الذي دعت الحاجة إلى وضعه في القمامة، لعدم علم بعض الناس بالفقراء، وعدم قدرتهم على وصوله إليهم، فالحاصل أن التسامح في هذا وعدم التكلف، هو الذي ينبغي لأهل الزوج والزوجة جميعا، لكن إذا دعت الحاجة إلى قصر، لأنهم ليس عندهم بيت، يستطيعون فيه الزواج، فالأمر في هذا واسع، لكن لا ينبغي التكلف، ينبغي أن يكون القصر خفيف المؤنة، حتى لا يقع التكلف، وإذا اكتفوا بقصورهم، ولم يتكلفوا بدعوة الكثير من الناس، فالأمر في هذا أوسع وأحسن، الحمد لله المهم إعلان النكاح، فإذا أعلنوه ولو بشاة، أو شاتين في بيوتهم، ودعوا بعض الناس الذين يعز عليهم دعوتهم، ويحبون دعوتهم في محلاتهم وبيوتهم، ولم يتكلفوا، هذا أكمل وأفضل، حتى لا يكون هناك مشقة على أحد، وحتى لا تتعطل البنات، ولا يتعطل الشباب، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(21/60- 62)