ما يقال في سجود التلاوة ؟
عدد الزوار
97
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سائل يقول: مرَّ قارئ بآية تحث أو يذكر فيها السجود مثل قوله تعالى في سورة البقرة ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾[البقرة: 34] الآية وفي قوله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾[العلق: 19] ماذا يقول الساجد المُقَّدس لهذه الآيات الكريمات ؟
الإجابة :
هذا السائل ذكر آيتين إحداهما ليست موضع سجود وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ﴾[البقرة: 34] والآية الثانية قوله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾[العلق: 19] وهي موضع سجود وينبغي أن يعلم أن كون الآية موضع سجود أو غير موضع سجود أمر توقيفي ليس كلما ذكرت السجدة وجب السجود وإنما هو أمر يتوقف على ما ورد وهذا ولله الحمد معلوم في المصحف، فإنه قد كتب على كل آية سجدة علامة فيسجد عندها ولهذا لا سجود في الآية التي ذكر وهي ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ﴾ [البقرة: 34] ولا في السجود في مثل قوله تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾[آل عمران: 43] ولا في مثل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾[الحجر: 97 -99] والمهم أنه ليس كلما ذكر السجود يُشرع سجود التلاوة مثل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً﴾[الفرقان: 64] ما فيها سجود وإنما هو أمر توقيفي والذي يقول في سجدة التلاوة يقول سبحان ربي الأعلى كما يقول في بقية السجود ويقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» ويقول: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» ويقول: ما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في ذلك وهي: «اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين اللهم اكتب لي بها أجراً وحط عني بها وزراً واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود»، ثم يقوم من السجود بدون تكبير ولا يسلم أيضاً؛ لأن سجود التلاوة يُكَبر عند السجود ولا يُكَبر عند الرفع منه ولا يُسلم ولا يُتشهد فيه أيضاً ولكن إذا كان الإنسان في صلاة، فإنه يُكبر إذا سجد للتلاوة ويكبر إذا رفع منهاً أيضاً؛ لأنه لما كان في صلب الصلاة صار حكمه حكم سجود الصلاة بمعنى أنه يُشرع فيه ما يشرع في سجود الصلاة والذين وصفوا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقولون إنه كان يكبر في كل خفض ورفع ومن المعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ آية السجدة فيسجد فعموم هذا النقل عن صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم- يقتضي أن الإنسان إذا سجد في صلاة، فإنه يكبر إذا سجد وإذا رفع خلافاً لما يتوهمه بعض الناس في كونه إذا سجد في صلاة يكبر إذا سجد ولا يكبر إذا قام فإن مقتضى السنة وعموم الأحاديث أن يكبر إذا سجد وإذا قام هذا إذا كان سجود التلاوة في صلاة.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب