بيان معنى النذر وحكمه
عدد الزوار
170
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
جزاكم الله خيراً. السائلة هـ ج لها مجموعة من الأسئلة؛ تقول في السؤال الأول: ما هو النذر ؟ وهل هو مكروه أم محرم ؟ وأسأل عن الكفارة ؟ وهل النذر الذي تحت السيطرة، سيطرة الخوف يقع أم لا ؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابة :
النذر هو أن يلتزم الإنسان لربه تبارك وتعالى بطاعة أو غيرها، فيسمى معاهدة على حد قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ﴾[التوبة:75- 77]. وهو مكروه ابتداءً، يعني أن ابتداء عقده مكروه؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم -نهى عنه. وأخبر أنه لا يأتي بخير. وإنما يستخرج به من البخيل. وأخبر أنه لا يرد قضاءً؛ يعني ولا يرفع قضاءً، وإنما هو إقحام للنفس فيما ليس بواجب عليها. وما أكثر الذين ينذرون ثم يتأسفون على ذلك. وما أكثر الذين ينذرون ثم لا يوفون؛ ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى تحريم النذر، وأنه لا يجوز للإنسان أن يلزم نفسه بشيء قد عافاه الله منه.
وعلى كل حال فمن نذر طاعة لله وجب عليه أن يوفي بنذره، ومن نذر معصية فإنه لا يحل له أن يوفي بنذره؛ ودليل ذلك قول النبي- صلى الله عليه وسلم - : «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه».
مثال الطاعة أن يقول قائل: لله علي نذر أن أصوم يوم الاثنين القادم فهذا نذر طاعة. فيقال له: يجب عليك أن توفي بنذرك وأن تصوم يوم الاثنين.
ومثال المعصية: أن ينذر شخص بسرقة مال من شخص آخر، فهنا نقول: لا يحل لك أن تفعل ما نذرت، ولكن عليك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة.
بقي النذر المباح: فالنذر المباح يخير الإنسان بين فعله أو كفارة يمين، مثل أن يقول: لله علي نذر أن ألبس هذا الثوب، فنقول له: هذا نذر مباح؛ إن شئت وفيت بنذرك ولبست الثوب، وإن شئت لم تف بنذرك، ولكن عليك كفارة يمين.
وانى أحذر إخواني المسلمين من النذر كله؛ لنهي النبي- صلى الله عليه وسلم -عنه؛ ولأن الإنسان في عافية فلا ينبغي له أن يشدد على نفسه؛ ولأن النذر لا يرد قضاءً، فإن بعض الناس إذا صعب عليه بعض الشيء أو أيس من الشيء، ذهب ينذر لله علي نذر إن حصل كذا وكذا لأفعلن كذا وكذا، نقول: يا أخي إن الله إذا قدره فإن نذرك لا أثر له، لا في إيجاد الشيء، ولا في إعدامه، ولكن اسأل الله العافية، واسأله مطلوبك كما قال ربك عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر: 60] نعم.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب