نوى صوم شهرين متتابعين تكفيرًا لذنوبه التي وقع فيها فما الحكم ؟
عدد الزوار
88
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
المستمع أبو محمد من القطيف يقول: لقد نويت أن أصوم لله شهرين متتابعين تكفيراً عما ارتكبته في حياتي وحينما علم بذلك بعض زملائي سألوني: إن كنت قد ارتكبت عملاً يوجب كفارة صيام شهرين متتابعين فقلت لهم: لا، فقالوا: ليس عليك شيء لو لم تكمل الصيام بل لا يجوز لك ذلك فامتثلت كلامهم وقطعت الصيام فهل كلامهم هذا صحيح ؟ وماذا يجب علي أن أفعل ؟
الإجابة :
كلامهم صحيح والإنسان لا يمكن أن يفعل من العبادات إلا ما أذن الله فيه ولم يأمر الله تعالى عباده أن يصوموا شهرين متتابعين احتياطاً عما قد يكون وقع منهم من الذنوب ولكن الإنسان مأمور بأن يكثر من التوبة والاستغفار فإن النبي عليه الصلاة والسلام حث على ذلك حيث قال: « يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة » هذا هو النبي- صلى الله عليه وسلم -.
وأما قطعك الصيام حين أخبروك فهذا حق وهو من كمال الإيمان أن يقف الإنسان عند الحق متى تبين له فقد أحسن من انتهى إلى ما سمع والذي أنصحك وسائر إخواني المسلمين ألا يتعبدوا لله تعالى بشيء حتى يعلموا أنه من شريعة الله ليعبدوا الله تعالى على بصيرة فالشرع ليس إلينا وإنما هو إلى الله ورسوله ولهذا عاب الله تعالى وأنكر على من اتخذوا شركاء معه يشرعون للعباد فقال أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله.
فضيلة الشيخ: لكن قوله هذا نويت أن أصوم ألا يعتبر فيه حكم النذر ؟
لا، هذا ليس نذراً؛ لأنه إخبار عما نوى فقط ثم لو كان نذراً وهو ليس بمشروع فإنه لا يلزم الوفاء به.
فضيلة الشيخ: ولا يلزمه مقابل ذلك شيء ؟
لو صح أن يكون نذراً للزمه كفارة يمين على عدم الوفاء به كما يلزم في بقية النذور كل النذور التي لا يلزم الوفاء بها كنذر المباح ونذر اللجاج الغضب ونحوها فيها كفارة يمين إذا لم يفعلها.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب