حلف عدة مرات فهل تجزئه كفارة واحدة ؟
عدد الزوار
91
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السؤال التالي يقول: إذا كان على شخص عدة حلوف؛ يعني حلف عدة مرات على عدة أشياء، فهل تكفيرها يجزئ عن كل هذه الحلوف أم كل حلف يحتاج إلى تكفير مستقل ؟
الإجابة :
هذه الأحلاف أو الحلوف إذا كانت على فعل واحد فإنه يجزئه كفارة واحدة، مثل أن يقول: والله لا أكلم فلاناً. ثم يقول له بعض الناس: كلمه، الهجر حرام. ثم يقول: والله لا أكلمه. ثم يقول له آخر: كيف تحلف ؟! كلمه فهذا أخوك المسلم. فيقول ثالثةً: والله لا أكلمه. فهذه أيمانٌ ثلاثة، لكن المحلوف عليه شيء واحد، فهذا يجزئه كفارةٌ واحدة؛ لأن المحلوف عليه شيء واحد، وأما إذا كان المحلوف عليه متعدداً مثل أن قال: والله لا أكلم فلاناً، والله لا أدخل هذا البيت، والله لا آكل هذا الطعام. وما أشبه ذلك من الأنواع المتعددة، ثم حنث في يمينه وفعل ما حلف على تركه، فهذا إن كفر على واحدة منها لزمه الكفارة لغيره إذا حنث فيه، وإن لم يكفر، فإنه محل خلافٍ بين أهل العلم، منهم من قال: يجب عليه لكل فعلٍ كفارة. ومنهم من قال: تكفيه كفارةٌ واحدة. فالذين قالوا عليه لكل فعلٍ كفارة اعتبروا أن المحلوف عليه متعدد، ولكل محلوفٍ عليه كفارة. والذين قالوا تجزئه كفارةٌ واحدة قالوا إن المحلوف عليه كتعدد أسباب الوضوء، فإن الرجل قد يأكل لحم إبلٍ وقد ينام وقد يخرج من سبيليه شيء ويجزئه وضوءٌ واحد، قالوا وهذا مثله تجزئه كفارةٌ واحدة. وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد أنه إذا حلف على أشياء متعددة وحنث فيها ولم يكفر فإنه تجزئه كفارةٌ واحدة على الجميع.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب