حكم الصلاة في مسجد فيه قبر, وتوجيه وجود قبر رسول الله داخل المسجد
عدد الزوار
150
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سؤال من مجموعة من الشباب: ما حكم الصلاة في مسجد به قبر ؟ ولماذا أصبح قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - داخل مسجده ؟ نرجو بهذا التوجيه مأجورين.
الإجابة :
الصلاة في المساجد التي فيها قبور لا تصح، ولا تجوز، ولا يجوز الدفن في المساجد، بل هذا من عمل اليهود والنصارى، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لعنهم على هذا العمل، وقال: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»؛ فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا مشابهتهم، وأن تكون قبورهم خارج مساجدهم في مقابر خاصة، أما المسجد فلا يجوز الدفن فيه، ولا يصلى في المسجد الذي فيه قبور؛ لأن وجود القبر في المسجد وسيلة للشرك، وسيلة أن يدعى من دون الله ويستغاث به، فلا يجوز للمسلمين الدفن في المساجد، بل يجب على المسلمين أن يدفنوا موتاهم خارج المساجد في مقابر خاصة، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، كانوا يدفنون في البقيع، ودفن الشهداء في محل قتلهم في أحد.
أما قبره - صلى الله عليه وسلم - فهو في بيته، ليس في المسجد، دفنه الصحابة في بيت عائشة خوفا أن يغلى فيه إذا كان في البقيع بارزا، فدفنوه في بيته خشية أن يحصل فيه غلو، وأن يتخذ قبره مسجدا، فدفنوه في البيت، ثم لما وسع المسجد أدخل في المسجد البيت نفسه في الحجرة، لما وسعه الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في زمانه على رأس المائة الأولى من الهجرة، وأدخل الحجر وحجر النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخلت حجرة عائشة من ضمنها، وكان علماء وقته قد نصحوه بألا يدخله، لكنه رأى أن إدخاله لا يضر؛ لأنه معلوم أنه في بيته، والتوسعة تدعو إلى ذلك، وقد أساء في هذا يعفو الله عنا وعنه وعن كل مسلم. فالمقصود أنه - صلى الله عليه وسلم - دفن في بيته وليس في المسجد، وإنما البيت أدخل في المسجد، وهو الآن في بيته لا في المسجد، ولا يجوز أن يقتدى بذلك؛ أن نقول: ندفن في المسجد؛ لأن قبر النبي في المسجد، لا، قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته - صلى الله عليه وسلم - ، ولكن أدخلت الحجرة برمتها في المسجد من أجل التوسعة، فالواجب على المسلمين أن يحذروا الدفن في المساجد، وأن يمتثلوا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنهي عن ذلك، يقول - صلى الله عليه وسلم - : «لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» فالمساجد لا يدفن فيها، بل تكون القبور خارج المساجد، المساجد معدة للصلاة والعبادة والقراءة، فلا يكون فيها قبور.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(11/ 363- 365)