بيان معنى حديث: (لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جهاد، ونيَّة . . )
عدد الزوار
130
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله - : عن معنى الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جهاد، ونيَّة وإذا استُنفِرتُم فانفِروا»
الإجابة :
هذا الحديث قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فتح مكة.
وكانت مكة قبل الفتح بلدُ شركٍ يهاجر منها المسلمون إلى المدينة إلى الله ورسوله، فلمَّا فُتحت، لم تكن الهجرة منها مشروعة؛ لأنها صارت بلاد إسلام فسقطت الهجرة من مكة إلى غيرها، وأما الهجرة من بلاد الشرك فإنها باقية إلى يوم القيامة، فالنفي هنا عائد على الهجرة من مكة فقط.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : «ولكن جهادٌ ونيَّة»، معناه: أن الذي بقي بعد فتح مكة على أهل مكة الجهاد إن أمكنهم ذلك، أو نية الجهاد إن لم يمكنهم الجهاد، فقال: «ولكن جهاد ونيَّة»أي: جهادٌ في سبيل الله ونية خالصة، بحيث يقصد الإنسان بجهاده أن تكون كلمة الله هي العليا.
أمَّا قوله: «وإذا استنفرتَم فانفِروا». فالمعنى: أنه إذا استنفركم ولي الأمر للجهاد في سبيل الله، وَجَبَ عليكم أن تَنفِروا؛ لقوله الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[التوبة: 38-39] .
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(25/439- 440)