حكم التدريس في المعاهد التي تتعامل مع البنوك
عدد الزوار
108
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فضيلة الشيخ! بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، عظم الله لك الأجر يا شيخ! ووفقنا وإياك إن شاء الله وجميع الحاضرين والسامعين، في الحقيقة هناك ملاحظة قبل حاولت أنا كثيراً من الرياض أن أتصل بالهاتف، فلم أستطع وبعض الزملاء، فأرجو إذا يمكن أنه يُطال فترة الاتصال بالهاتف حتى يتمكن الناس من خارج المنطقة من الاتصال.
فلكم النظر إن شاء الله فيما بعد في هذا.
سؤالي هو: سؤال لي ولبعض الزملاء في العمل، وهو متعلق بالعمل، نحن دكاترة في الجامعة ندرس مادة الإدارة والتسويق وخلافها، وطُلِب منا التعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي، والمؤسسة يتبعها معهد اسمه «المعهد المصرفي» يدرس في هذا المعهد طلاب أو موظفون؛ موظفو البنوك التجارية، يقوم بتمويل المعهد: المؤسسة مع المعهد، بالإضافة أن هناك رسوم للدراسة تقدم للموظفين يدفعها البنك عنهم، طُلِب منا في الجامعة التعاون مع المعهد، هذا للتدريس.
فسؤالنا هو: عن حكم التدريس في مثل هذا المعهد؟ مع العلم أن التدريس هذا طبعاً لا يتعلق بالنواحي المالية أو الربوية، وإنما يتعلق بالنواحي الإدارية.
ويدور حول الرسوم التي تدفع من البنوك أيضاً، تشترك فيها المؤسسة -مؤسسة النقد العربي السعودي- بالإضافة إلى الرسوم التي يأخذونها من البنوك.
فسؤالنا هو: عن وظيفتنا نحن في مثل هذا المعهد، كتعاون معهم في التدريس! وجزاكم الله خيراً.
الشيخ: هل تتعاونون على إثم وعدوان؟
السائل: هو هذا الذي نسأل عنه يا شيخ!
الشيخ: أسألك أنا! أنا ما أعلم، هل يقولون: ائتوا علمونا الربا، وكيف نستغله، وكيف نحصل عليه؟ السائل: ذكرتُ لك يا شيخ! أنه في جانبين: في النواحي الإدارية، نعلمهم كيف يديرون العمل، وكيف يتعاملون مع الناس، يعني: لا نعلمهم النواحي الربوية وكيف يديرون عملية الربا؛ لكن السؤال هو: أنه سوف تتقاضى الأجر، يعني: الأجر أتى أصلاً من دفع رسوم الدراسة!
الإجابة :
ليس فيه شيء؛ لأن دفع رسوم الدراسة ليس ظلماً ولا إكراهاً، بل هو باختيار الدارس، أليس كذلك؟
السائل: نعم.
الشيخ: إذاً، مأخوذ عن طيب نفس منهم.
السائل: فهل هذا يعني أننا نفصل بين ما إذا كانت تدرسهم المعاملات الربوية والنواحي المالية، وتدرسهم شيئاً آخر يتعلق بالوظيفة؟
الشيخ: حتى تدريس المصارف الربوية أو العقود الربوية، إذا كنتَ تدرسها من أجل أن تبين حرمتها، وأن هذا لا يجوز فهذا طيب، يعني: فيه بيان حق.
السائل: لكن حتى لو كنتُ أعرف أن الشخص هذا أنا سوف أدرسه النواحي الربوية، نأخذ الجانب الآخر؛ ولكن أعرف أنه سوف يطبقها، وسوف يتعامل فيها حتى وإن بينت له ؟
الشيخ: لا. إذا علمتَ أنه سيطبقها لا تعلمه، كل عمل مباح تعرف أن صاحبه - أو يغلب على ظنك أن صاحبه- يستعمله في المحرم لا تفعل.
السائل: وإذا كان من نواحٍ غير ربوية.
الشيخ: ما فيها شيء، ما أرى فيها شيئاً.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(139)