من صور أكل أموال الناس بالباطل
عدد الزوار
89
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم( 4788 )
تسري الآن فكرة بين الناس كسريان النار في الهشيم، وتقوم هذه الفكرة على نظرية رياضية بسيطة جدا، وهي نظرية المتوالية، وذلك عن طريق إحدى الجهات التي لم يعرف غرضها المستتر، أما الغرض المعلن لهذه الجهة فهو إتاحة الفرصة أمام أي فرد مشترك ليكسب ما يزيد عن 5000 دولار خلال شهور معدودة باتباع الخطوات الآتية:
1- يقوم الفرد بشراء قائمة بمبلغ عشرة دولارات أو ما يعادلها (مرفق نموذج للقائمة التي تضم ست خانات لستة أسماء)
2- يكتب المشترك اسمه وعنوانه في الخانة المخصصة للمشترك الجديد في أسفل القائمة.
3- يرسل المشترك الجديد القائمة بعد كتابة اسمه وعنوانه إلى الجهة صاحبة الفكرة، مرفقا بها شيكان اثنان، أو شيكان سياحيان كل منهما بمبلغ عشرة دولارات، الأول صادر لأمر المشترك المدون اسمه بالخانة رقم(1) بالقائمة، والثاني باسم الجهة صاحبة الفكرة لتتصرف في قيمته دون منازع.
4- بعد فترة قصيرة (برجوع البريد)، يصل المشترك الجديد ثلاث قوائم جديدة يظهر اسمه في كل منها بالخانة رقم(6) بينما تبقى الأسماء الأخرى إلى أعلى.
5- يقوم المشترك الجديد ببيع القوائم الثلاث إلى مشتركين جدد مقابل 10 دولارات أو ما يعادلها لكل قائمة، وبذلك يستعيد كل ما سبق أن دفعه.
6- يقوم المشتركون الجدد بنفس الخطوات التي سبق ذكرها، فتصل إلى كل منهم ثلاث قوائم -المجموع 9- يرتفع في كل منها اسم المشترك الجديد إلى الرقم(5) ، في كل من القوائم التسع، ثم إلى الرقم(4) في الـ 27 قائمة التالية، ثم إلى الرقم(3) في الـ 81 قائمة التالية، ثم إلى الرقم(2) في الـ 243 قائمة التالية، ثم إلى الرقم(1) ، في الـ 729 قائمة التالية، حيث يتم نفس الشيء لكل من المشتركين الجدد. وفي هذه الحالة يكون قد تم إصدار 729 شيكا، كل منها بمبلغ 10 دولارات لأمر المشترك الذي يحتل اسمه الخانة رقم(1) في القائمة، أي: يحصل على مبلغ 7290 دولارا بعدها يرفع اسمه من القائمة ليحل محله الاسم التالي في القائمة. وفي نفس الوقت أيضا تحصل الجهة صاحبة الفكرة على مبلغ مماثل تماما للمبلغ الذي يحصل عليه كل مشترك يحتل اسمه الخانة رقم(1) في أية قائمة، وتكون المبالغ الصادرة لأمر تلك الجهة تحت تصرفها ودون أي منازع. مما تقدم يتضح أن الفكرة تسير دون توقف، وفي جميع الاتجاهات من العالم، وأيضا مدى الحياة، حيث يحق للمشترك أن يضم اسمه إلى أية قائمة، وكذلك إلى أي عدد من القوائم التي يمكنه الحصول عليها، كما يتضح أيضا مسار الفكرة لا يتمشى مع المبادئ الواضحة لديننا الحنيف.
والمطلوب التكرم بإفادتي على وجه السرعة بالرأي والمشورة لتوجيه مسار هذه الفكرة إلى ما يتمشى مع مبادئ الإسلام، حيث تتجه بعض الآراء لمجموعة من أصدقائي في تنفيذ نفس الفكرة على أن يكون أحد الشيكين صادرا باسم إحدى جمعيات البر والإحسان المسجلة في العالم الإسلامي، والشيك الآخر صادر باسم الفائز بالخانة رقم بالقائمة عن طريق نفس الجمعية الخيرية التي يمكنها تبني الفكرة، وتفضلوا بقبول عظيم شكري والله الهادي إلى سواء السبيل. يرعاكم الله.
الإجابة :
هذه المعاملة لا تجوز، بل هي من المنكرات، ومن أعظم كبائر الذنوب؛ لما اشتملت عليه من ربا الفضل وربا النسيئة وكلاهما محرم بإجماع المسلمين، ولما فيه من التلاعب بأموال الناس وأكلها بالباطل، وهي بهذا المعنى في حكم الميسر -القمار- المحرم بالنص والإجماع. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(15/213- 216)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس