هل يشرع أن يقول الداعي: (اللهم اجعلني لقبر نبيك من الزائرين)؟
عدد الزوار
245
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ: هل يشرع للإنسان أن يقول: (اللهم اجعلني لقبر نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- من الزائرين) أو يقول: (لمسجد نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- من الزائرين)؟
الإجابة :
المشروع أن يقول لمسجده -صلى الله عليه وسلم- من الزائرين؛ لأن مسجده هو الذي تشد إليه الرحال وليس قبره، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».
وهاهنا نقطة أحب أن أنبه عليها وهي: أن كثيرًا من الناس يتشوقون إلى زيارة قبر النبي-صلى الله عليه وسلم- أكثر مما يتشوقون إلى زيارة مسجده، بل أكثر مما يتشوقون إلى زيارة الكعبة -بيت الله -عزّ وجلّ- وهذا من الضلال البين، فإن حق النبي عليه الصلاة والسلام، لا يشك أحد أنه دون حق الله تعالى، فالرسول -عليه الصلاة والسلام-، بشر مرسل من عند الله، ولولا أن الله اجتباه برسالته لم يكن له من الحق هذا الحق الذي يفوق حق كل بشر، أما أن يكون مساويًا لحق الله -عزّ وجلّ- أو يكون في قلب الإنسان محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزيد على محبة الله، فإن هذا خطأ عظيم، فمحبة الرسول-صلى الله عليه وسلم- تابعة لمحبة الله، وتعظيمنا له -صلى الله عليه وسلم-، تابع لتعظيم الله -عزّ وجلّ-، وهو دون تعظيم الله تعالى، ولهذا نهى النبي-صلى الله عليه وسلم-، أن نغلو فيه وأن نجعل له حقًّا مساويًا لحق الله -عزّ وجلّ-، فقد قال له رجل مرة: ما شاء الله وشئت. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «أجعلتني لله ندًّا بل ما شاء الله وحده».
والخلاصة: أنه يجب على الإنسان أن يكون تعظيم الله تعالى ومحبته في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل أحد، وأن تكون محبة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمه في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل مخلوق، وأما أن يساوي بين حق الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وحق الله تعالى فيما يختص الله به فهذا خطأ عظيم.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/241-242)