حكم تأخير الطالبات صلاة الظهر لأجل الارتباط بالحصة الدراسية
عدد الزوار
108
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
تقول السائلة إيمان. م. ع: إنها فتاة تَدْرُسُ، وعند دخولها إلى فصل الدراسة يكون أذان الظهر قد حان، ونخرج من الفصل بعد ساعتين، وفي وقت الدرس لا أفهم ماذا يقول المدرس، لأنني لا أفكر إلا في الصلاة، وألوم نفسي على ذلك. سؤالي: هل أكون آثمة لهذا التأخير؟
الإجابة :
فقبل الإجابة على السؤال أحب أن أنبه على اسم السائلة، حيث قالت لنفسها: إيمان واسم إيمان يحمل نوعاً من التزكية، فلهذا لا تنبغي التسمية به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسم برّه، لأنه دالٌ على التزكية والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التزكية لمن تسمى بها، أما ما كان عَلَمَاً مجرداً فهذا لا بأس به، ولهذا نسمي صالحًا، وعليًا وما أشبههما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى للتزكية.
ثم نعود إلى جواب سؤالها، تقول: إنها تدخل الفصل حين أذان الظهر، وإن الحصة أو الدراسة تبقى لمدة ساعتين، وإنها تبقى مشغولة في حال الدراسة بالتفكير في صلاتها، فنشكرها على هذه اليقظة وعلى حياة قلبها، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- لها الثبات ونقول: إن الساعتين لا يخرج بهما وقت الظهر، فإن وقت الظهر يمتد من زوال الشمس إلى دخول وقت العصر، وهذا زمن يزيد على الساعتين فبإمكانها أن تصلى صلاة الظهر إذا انتهت الحصة؛ لأنه سيبقى معها زمن هذا إذا لم يتيسر أن تصلى أثناء وقت الحصة فإن تيسر فهو أحوط، وإذا قُدِّر أن الحصة لا تخرج إلا بدخول وقت العصر، وكان يلحقها ضرر أو مشقة في الخروج عن الدرس، ففي هذه الحال يجوز لها أن تجمع بين الظهر والعصر، تأخر الظهر إلى العصر، لحديث بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر، فقيل له في ذلك فقال - رضي الله عنه - أراد يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يحرج أمته»، فدل هذا الكلام من ابن عباس -رضي الله عنهما- على أن ما فيه حرج ومشقة على الإنسان يحل له أن يجمع فيه الصلاتين اللتين يجمع بعضهما إلى بعض في وقت إحداهما، وهذا داخل في تيسير الله -عزّ وجلّ- لهذه الأمة دينها، وأساس هذا قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ﴾[البقرة: 185]، وقوله تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ﴾[المائدة: 6]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾[الحج: 78]، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الدين يسر» إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الدالة على يسر هذه الشريعة.
ولكن هذه القاعدة العظيمة ليست تبعاً لهوى الإنسان ومزاجه، ولكنها تبع لما جاء به الشرع فليس كل ما يعتقده الإنسان سهلاً ويسراً يكون من الشريعة؛ لأن المتهاونين الذين لا يهتمون بدينهم كثيراً ربما يستصعبون ما هو سهل فيدعونه إلى ما تهواه نفوسهم بناء على هذه القاعدة، ولكن هذا فهم خاطئ، فالدين يسر في جميع تشريعاته وليس يسر باعتبار أهواء الناس: ﴿وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ﴾[المؤمنون: 71].
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(4/197-199)