حديث: «من زارني ميتاً فكأنما زارني حيًّا»
عدد الزوار
85
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - : وجدت في الصحيحين حديثاً هذا نصه: روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من زارني ميتاً فكأنما زارني حيًّا، ومن قصدني في مسجدي كنت شهيداً شفيعاً يوم القيامة، ومن زار مكة وقصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان، ومن زار مكة ولم يزرني فقد جفاني»، وقد تعلمنا في المدارس بأن زيارة القبور شرك ينافي كمال التوحيد، لذا نرجو الإفادة جزاكم الله خيراً ؟
الإجابة :
هذا الحديث ليس في الصحيحين، ولا في أحدهما، ولا في شيء من الكتب المعتمدة من كتب الحديث، بل هو حديث موضوع مكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإذا كان الأمر كما قال الأخ السائل، فإن الواجب عليه أن يرسل هذا الكتاب إلى دار الإفتاء للنظر فيه، واتخاذ ما يلزم حياله، وذلك لأن مثل هذه الكتب المضلة التي تشتمل على أحاديث موضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب أن تمنع من التداول في الأسواق، لأن ما يحصل فيها من الضرر أضعاف أضعاف ما يحصل فيها من النفع إن قدر فيها نفع.
وأما قوله: "إنا تعلمنا في المدارس أن زيارة القبور شرك" فإنه لم يتعلم هذا، بل الذي في المدارس أن زيارة القبور سنة للرجال؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بزيارة القبور، وقال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة» لكن المحرم هو أن يشد الإنسان الرحل لزيارة القبور، فإن شد الرحل إلى زيارة القبور هو الذي ذكر أهل العلم أنه حرام ولا يجوز، لكن إن كان يقصد زيارة النساء فإن زيارة النساء للقبور حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - : «لعن زائرات القبور»، لكن لو أن المرأة مرت بالمقبرة فلا حرج عليها أن تقف وتسلم على أهل القبور، لأنها لم تقصد الزيارة.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(23/417-418)