حكم تتبع آثار الأنبياء ليصلى فيها أو ليبنى عليها مساجد
عدد الزوار
77
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الأماكن التي صلى بها الرسول - عليه الصلاة والسلام - هل من الأفضل بناء مساجد عليها، أم بقاؤها كما هي، أو عمل حدائق عامة بها ؟
الإجابة :
لا يجوز للمسلم تتبع آثار الأنبياء ليصلي فيها أو ليبني عليها مساجد؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، ولهذا كان عمر - رضي الله عنه - ينهى الناس عن ذلك ويقول: (إنما هلك من كان قبلكم بتتبعهم آثار أنبيائهم) ، وقطع - رضي الله عنه - الشجرة التي في الحديبية التي بويع النبي - صلى الله عليه وسلم - تحتها؛ لما رأى بعض الناس يذهبون إليها ويصلون تحتها، حسمًا لوسائل الشرك، وتحذيرا للأمة من البدع، وكان - رضي الله عنه - حكيما في أعماله وسيرته، حريصًا على سد ذرائع الشرك وحسم أسبابه، فجزاه الله عن أمة محمد خيرا؛ ولهذا لم يبن الصحابة - رضي الله عنه -م على آثاره - صلى الله عليه وسلم - في طريق مكة وتبوك وغيرهما مساجد؛ لعلمهم بأن ذلك يخالف شريعته، ويسبب الوقوع في الشرك الأكبر، ولأنه من البدع التي حذر الرسول منها - عليه الصلاة والسلام - ، بقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه من حديث عائشة -رضي الله عنها- ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه مسلم في صحيحه، وكان - عليه الصلاة والسلام - يقول في خطبة الجمعة: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» خرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(17/421)