بيان حديث: ( فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيتِ صرتم حُرُماً . . )
عدد الزوار
86
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - : الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
فقد روى أبو داود عن أم سلمة- رضي الله عنها - قالت: كانت ليلتي التي يصير إلي فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مساء يوم النحر، فصار إلي فدخل علي وهب بن زمعة، ومعه رجل من آل أبي أمية متقمصين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوهب: هل أفضت أبا عبد الله ؟
قال: لا والله يا رسول الله، قال: «انزع عنك قميصك» . فنرجو الإفادة بما لديكم عن هذا الحديث ؟
الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الكلام على هذا الحديث من وجوه:
أحدها: من جهة سنده، وقد انفرد به ابن إسحاق، وقد قيل لأحمد: إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله ؟ قال: لا والله.
وهذا كاف في تضعيف هذا الحديث.
ثانيها: من جهة معناه ومخالفته للأصول، فإن من المعلوم أن الحاج يحصل له التحلل قبل الطواف بالبيت، كما في الصحيحين من حديث عائشة- رضي الله عنها - قالت: (كنت أطيب النبي - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت) فإذا ثبت التحلل من الحج قبل الطواف، فإنه لا يعود التحريم إليه إلا بعقد جديد، كما لو تحلل من الصلاة لا يعود إليها إلا بإحرام جديد.
وتقرير ذلك أن يقال: ثبت التحلل قبل الطواف بالبيت فيبقى حكمه إلا أن يستأنف التحريم بإحرام جديد، وليس ثمة إحرام جديد.
ثالثها: من جهة العمل به وقبوله، فإن هذا الحكم من الأمور الهامة في الحج التي يكثر وقوعها وتدعو الحاجة إلى بيانها علماً وعملاً، فلما لم تتلق الأمة هذا بالقبول، ولم تعمل به - اللهم إلا شذوذاً من الناس - علم أنه لا أصل له في الشريعة؛ لأن هذا مما تتوافر الدواعي على نقله، وتحتاج الأمة إلى علمه والعمل به، فكيف لا يرويه إلا واحد، أو لم يعمل به إلا شذوذ من الناس.
هذا ما ظهر لنا في هذا الحديث والعلم عند الله تعالى.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(23/175)