حكم إقامة صلاة الجمعة في مدرسة دينية أنشأت لتعليم الناس ؟
عدد الزوار
161
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(3536)
هناك قد أنفق جماعة من المسلمين من أموالهم وكانوا يقصدون ببناء المدرسة الدينية حتى يتمكن بإقامة هذا الأمر العظيم، وتحققت لهم آمالهم، فافتتحت تلك المدرسة، وتقام بها التربية الإسلامية، ثم بعد ذلك أقيم بها أيضا أداء صلاة الجمعة مع إبقاء التربية الإسلامية لأبنائهم، وكان أداء صلاة الجمعة ليس بمقصودهم أولا فما الحكم:
1 - هل يجوز أن تكون تلك المدرسة مسجدًا ؟
2 - هل لها تحية المسجد ؟
3 - هل هناك فرق بين ثواب الصلاة في تلك المدرسة وصلاة في المسجد الأصلي ؟
4 - لو اجتمع المسلمون لأداء صلاة الجمعة في مكان ما مثلًا، وليس هذا المكان مسجدا فما الحكم ؟ وهل هناك تسن صلاة تحية المسجد ؟ وهل هناك يجوز أن يجعل هذا المكان مسجدًا ؟
5 - ولو ترك الناس هذا المكان الذي أقيم به أداء صلاة الجمعة من قبل فما الحكم ؟ وهل فيه شيء من الإثم ؟ وكيف يكون هذا المكان ؟
الإجابة :
أولًا: إن الأرض كلها مسجد وطهور إلا ما دل الدليل على استثنائه، وهي المواضع التي نهي عن الصلاة فيها، فأما الدليل الدال على أن الأرض كلها مسجد وطهور إلا ما خصه الدليل هو ما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته» متفق عليه، وقال ابن المنذر: ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «جعلت لي الأرض طيبة مسجدا وطهورًا» رواه الخطابي بإسناده.
وأما الدليل الدال على المواضع التي نهي عن الصلاة فيها ففيما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام» رواه أحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه، وعن أبي مرثد الغنوي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» رواه أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي، وعن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك» رواه مسلم. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل» رواه أحمد والترمذي وصححه.
ثانيًا: تكون هذه المدرسة مسجدًا إذا جعلها من يملكها مسجدًا، فأذن للناس في الصلاة فيها مطلقا، وأما إذا لم يجعلها مسجدا؛ فإنه لا يكون لها حكم المساجد، وعلى من فيها من المدرسين والموظفين والطلبة أن يصلوا الجمعة والجماعة في المساجد القريبة منها.
ثالثًا: إذا ثبت أنها مسجد ثبتت لها أحكام المسجد من شرع تحية المسجد وغيرها، وإلا فلا.
رابعًا: سؤالك عن الفرق بين الصلاة في المدرسة والصلاة في المسجد جوابه: أن يقال: إن هناك فرقا عظيما؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بأداء الصلاة في المساجد، وأخبر أنها تضاعف على الصلاة في البيت والسوق بخمسة وعشرين ضعفا، وفي حديث آخر: «بسبع وعشرين درجة» وأمر المسلمين بالصلاة في المساجد، وتوعد من تخلف عنها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(8/268- 272)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس