حكم تأخير ذبح هدي التمتع عن أيام التشريق وحكم صرفه لغير الفقراء
عدد الزوار
119
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
منذ ثلاث سنوات أدّيت الحج تطوعًا، وقد أحرمت متمتعة، وبعد رمي الجمار بأربعة أيام اشترى لي والدي الهدي، وطلبت منه أن يوزعها على الفقراء المتواجدين عند المجزرة حال ذبحها، لكنه لم يجد أحدًا هناك منهم، فأتى بها إلى الحجرة التي نقيم فيها، وقد تأخر مجيئه، فلم تتمكن والدتي من تقطيعها إلا بعد صلاة العشاء، فأمسكت جزءًا منها ثم وزعت البقية على الحجاج المقيمين في نفس الطابق الذي نسكن فيه، وهم ليسوا فقراء، فما حكم فعلنا هذا ؟ وماذا عليَّ لأرضي ربي سبحانه وتعالى ؟
الإجابة :
الله جل وعلا قال: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾[الحج: 28] فإذا كان الحجاج ليسوا فقراء فعليك أن تشتري قليلاً من اللحم وتعطي بعض الفقراء احتياطًا؛ لقول الله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) وفي الآية الأخرى: ﴿وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾[الحج: 36] وإن كان في الحجاج بعض الفقراء تكفي والحمد لله، ولا يجب إطعامها كلها الفقراء، إنما يعطى الفقراء منها بعض الشيء والحمد لله، فإذا كنت متيقنة أنهم ليسوا بفقراء كلهم فالاحتياط لك أن تشتري شيئًا، تصدقي به على الفقراء في مكة ولو بواسطة بعض الثقات يكون وكيلاً عنك، يشتري ويتصدق به عنك على الفقراء، ويلاحظ قولك: بعد أربعة أيام، فإن الذبح يكون في اليوم الرابع، النهاية اليوم الرابع، بل يكون أربعة أيام: يوم العيد، وثلاثة أيام بعده، ولا يجوز التأخير عن ذلك، فإذا كنتم ذبحتم فقد أسأتم، والذبيحة صحيحة لا بأس ولو بعد ثلاثة أيام، لكن ما ينبغي التأخير عن اليوم الرابع إذا كانت الذبيحة واجبة، مثل ذبيحة التمتع، هذا واجب، والواجب يذبح في أيام الذبح الأربعة، فإن تأخر أساء الإنسان وأثم في تأخيره، ولكنه يجزئ والحمد لله، والمشروع للمؤمن أن يتعلم ويتفقه، يسأل أهل العلم قبل أن يسافر يأخذ معه منسكًا معتمدًا حتى يقرأ فيه إذا كان يفهم، ولكن سؤال أهل العلم حتى يتبصر يكون أولى قبل أن يسافر حتى يكون على بينة في مناسك الحج، ومناسك العمرة، حتى يؤدي ما شرع الله له على بصيرة، والله يقول جل وعلا: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾[النحل: 43] ويقول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» ويقول - صلى الله عليه وسلم - : «ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» فالمؤمن يتعلم، والمؤمنة تتعلم، هكذا ينبغي قبل الحج، وقبل العمرة بسؤال أهل العلم في بلاده عن أحكام المناسك عماذا يفعل في حجه، ماذا يفعل في عمرته، ويكون منسكًا معتبرًا من المناسك يقرؤه هو ورفقته، يتبصرون فيه، ويسأل بعضهم بعضًا، ويتعلمون إذا كان فيهم قارئ، قرأ عليهم واستفادوا.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(18/152)