هل يحرم على خطيب الجمعة التبكير للجمعة ؟ وهل من جاء بعده يأخذ أجر من بَكَّر للجمعة ؟
عدد الزوار
72
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
المستمع رمز لاسمه بالأحرف (هـ هـ ن) الشهري من تنومة يقول: هل يحق للخطيب يوم الجمعة أن يبكر في دخوله المسجد قبل وقت الخطبة ومراده من ذلك مكثه في المسجد وقراءته للقرآن وهل تبكيره ذلك يمنع الملائكة من كتابة الأول فالأول ؟
الإجابة :
المشروع في حق إمام الجمعة أن يتأخر إلى وقت دخول الصلاة ولا ينبغي له أن يتقدم وإنما التقدم مشروع للمأمومين فبقاؤه في بيته حتى يحين وقت الصلاة ثم يأتي فيصعد المنبر هو الأفضل وهو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لو تقدم إلى المسجد فليس ذلك بحرام عليه وأما من جاء إلى المسجد بعد مجيء الإمام فإنه يكتب له الأجر على حسب ما جاء به الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة» هذا إذا جاء إلى الجمعة مغتسلاً لها ولهذا ينبغي بل يجب على القول الصحيح أن يغتسل الإنسان للجمعة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي» رواه أبو سعيد - رضي الله عنه - قال - عليه الصلاة والسلام - : «غسل الجمعة واجب على كل محتلم» وهذه الكلمة صدرت من النبي - صلى الله عليه وسلم - العالم بما يقول وبمدلول ما يقول الناصح لأمته وهي كلمة صريحة واضحة في الوجوب «واجب على كل محتلم» ولهذا «لما دخل عثمان - رضي الله عنه - وأمير المؤمنين عمر يخطب وقال له في تأخره قال ما زدت على أن توضأت فأتيت فقال له عمر والوضوء أيضاً» وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل» فعتب عليه عمر - رضي الله عنه - أن يقتصر على الوضوء ويحضر ولكن هذا الوجوب لا يعني أن صلاة الجمعة لا تصح بدون غسل لأن هذا الغسل ليس عن جنابة فلو أنه صلى الجمعة ولم يغتسل فصلاته صحيحه لكنه آثم لمخالفته لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولما أكد وجوبه بقوله: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم» ومعنى قوله على كل محتلم أي على كل بالغ وليس المعنى على من احتلم بالفعل لأن من احتلم بالفعل فالغسل واجب عليه لاحتلامه لا ليوم الجمعة وهو واجب عليه أيضاً في الجمعة وفي غيرها إذا احتلم ووجد الماء والحاصل أن الإمام إذا تقدم إلى المسجد قبل مجيء وقت الصلاة فإن فعله خلاف الأفضل وليس بحرام ومن جاء بعد مجيء الإمام هذا في الساعات التي بين فيها النبي - عليه الصلاة والسلام - الفضل فإنه يكتب له ما جاء في الحديث ولو كان الإمام قد حضر لأن الإمام حضر قبل حضور وقت الصلاة.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب