حكم قضاء الصلاة ممن يتركها أحيانا
عدد الزوار
81
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
أنا الآن أبلغ من العمر الثامنة والعشرين، ومنذ كان عمري سبع عشرة سنة وأنا أصلي وأصوم, ولكن أحيانا أترك الصلاة مدة، ثم أعود إليها فماذا علي الآن؟ هل علي قضاء أم تكفي التوبة؟ وكيف أعمل وأنا ربما أجهل عدد الأيام التي تركت الصلاة فيها وكذلك بالنسبة للصيام، فقد أفطرت بعض الأيام بدون عذر، وأفطرت خلال أربع سنوات بسبب مرض ولم يمنعني الأطباء من الصيام، ولكني أنا شعرت بضعف شديد وهبوط في صحتي فأفطرت، فماذا أفعل الآن؟ أرشدوني بارك الله فيكم.
الإجابة :
ترك الصلاة كفر أكبر - نعوذ بالله - يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» ويقول -عليه الصلاة والسلام-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر», ويقول -عليه الصلاة والسلام-: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة», فترك الصلاة وإن كان تهاونا كفر أكبر في أصح قولي العلماء, أما إن كان عن جحد لوجوبها فهذا كفر أكبر عند جميع العلماء, ولكن إذا كان عن تساهل وتهاون فهذا كفر أكبر في أصح قولي العلماء؛ فعليك التوبة إلى الله، وليس عليك القضاء, عليك التوبة الصادقة النصوح، تندم على ما مضى منك، والعزم الصادق على ألا تعود لهذا الشيء والاستمرار في الصلاة، وليس عليك القضاء فما فات من الصيام والصلوات السابقة التي تركتها تهاونا فالصوم تابع لذلك؛ لأن ترك الصلاة كفر فليس عليك قضاء الصلاة ولا الصيام، أما ما تركت من الصيام وأنت تصلي بعدما تاب الله عليك وتركت هذا الذنب العظيم فإنك تقضي الصيام، وأما إذا كان ترك الصيام في وقت ترك الصلاة فإنك لا تقضيه، ولا تقضي الصيام لأن المسلم إذا ارتد عن دينه لا يقضي قال الله -جل وعلا-: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾[ الأنفال: 38]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تجب ما قبلها،» فإذا تاب الرجل من ترك الصلاة بعدما تركها ورجع إلى الله فإنه يستمر في العبادة والعمل الصالح ويسأل ربه المغفرة والعفو، وليس عليه قضاء لا لصلاة ولا لصومه السابق الذي تركه في حال ترك الصلاة، نسأل الله السلامة.
وعليك الصدق مع الله ودعاؤه -جل وعلا- أن يثبتك على الحق، وعليك الإكثار من العمل الصالح كما قال الله جلا وعلا: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[ طه: 82]، ولما ذكر الله سبحانه الشرك والقتل والزنى قال تعالى بعد هذا: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[ الفرقان: 70]، فنوصيك وجميع المسلمين بالتوبة إلى الله الصادقة النصوح من جميع الذنوب، ولا سيما ترك الصلاة؛ فإنه ذنب عظيم وكفر عظيم فعليك بالمبادرة والمسارعة للتوبة الصادقة، والعزم الصادق ألا تعود والاستمرار في الصلاة وهكذا نوصى جميع من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله وإن يبادر بالتوبة الصادقة النصوح، وليس عليه قضاء فما ترك إلا الصيام الذي تركه وهو يصلي، فيصوم ما يغلب على ظنه أنه تركه إذا لم يعلم العدد.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(6/ 128- 131)