عدد الزوار 5144 التاريخ Feb 23 2020 1:25PM
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ وَقْفَةٌ حَوْلَ أَفْضَلِ أَوْقَاتِ الرُّؤْيَا.
ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - رَأَى فِي مَنَامِهِ بِاللَّيْلِ، وَرَأَى فِي مَنَامِهِ بِالنَّهَارِ.
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ: (رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا اللَّيْلِ). عَلَّقَهُ البُخَارِيُّ.
وَقَالَ القَيْرَوَانِيُّ وَالمُهَلَّبُ وَغَيْرُهُمَا: (لَا فَرْقَ فِي حُكْمِ العِبَارَةِ بَيْنَ رُؤْيَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ).
وَالَّذِي يَظْهَرُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ صِدْقَ الرُّؤْيَا، قَدْ يَخْتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ، بِاخْتِلَافِ الأَمَاكِنِ، وَالأَوْقَاتِ، وَالأَزْمَانِ، وَالأَحْوَالِ.
وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - قَالَ: (أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالأَسْحَارِ).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَ: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ). [متفق عليه].
قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ: قِيلَ: الْمُرَادُ بِإِذَا قَارَبَ الزَّمَانُ أَنْ يَعْتَدِلَ لَيْلُهُ وَنَهَارُهُ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ إِذَا قَارَبَ الْقِيَامَةَ، وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ عِنْدَ أَهْلِ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا.
قَالَ مُقَيِّدُهُ: وَالأَرْجَحُ أَنَّ مَعْنَاهُ إِذَا قَرُبَتِ السَّاعَةُ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَدْ صُحِّحَ.
وَقَالَ البَغَوِيُّ: (المُعَبِّرُونَ يَقُولُونَ: أَصْدَقُ الرُّؤْيَا فِي وَقْتِ الرَّبِيعِ أَوِ الخَرِيفِ، وَهُمَا وَقْتَانِ يَتَقَارَبُ فِيهِمَا الزَّمَانُ، وَيَعْتَدِلُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. قَالُوا: وَرُؤْيَا اللَّيْلِ أَقْوَى مِنْ رُؤْيَا النَّهَارِ، وَأَصْدَقُ سَاعَاتِ الرُّؤْيَا وَقْتُ السَّحَرِ).
وَقَالَ الدِّينَوَرِيُّ: (أَسْرَعُ الرُّؤْيَا تَأْوِيلًا رُؤْيَا السَّحَرِ، وَلَا سِيَّمَا عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ).
وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: (أَسْرَعُهَا تَأْوِيلًا رُؤْيَا القَيْلُولَةِ).
وَبِاللهِ التَّوفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ!