عدد الزوار 5141 التاريخ Feb 23 2020 1:23PM
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ وَقْفَةٌ حَوْلَ مَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ عِنْدَمَا تَرَى رُؤْيَا حَسَنَةً تُحِبُّهَا.
إِذَا رَأَيْتَ رُؤْيَا صَالِحَةً:
• فَاعْلَمْ أَنَّهَا مِنَ اللهِ تَعَالَى، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ النَّبِيُّ - ﷺ -؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْسِنَ الرَّائِي ظَنَّهُ بِاللهِ، قَالَ النَّبِيُّ - ﷺ -: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي". [متفق عليه].
وَلِأَجْلِ أَنْ يَشْكُرَهُ عَلَيْهَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
• وَاعْلَمْ أَنَّهَا جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، كَمَا أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِنَقْدُرَ لَهَا قَدْرَهَا، وَلِنُعْمِلَهَا وَلَا نُهْمِلَهَا، فَكَمْ فِيهَا مِنَ الخَيْرِ العَاجِلِ أَوِ الآجِلِ!
• وَوَجَّهَنَا النَّبِيُّ - ﷺ - إِلَى أَنْ نَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا، وَالحَمْدُ دُعَاءٌ، مَجْلَبَةٌ لِلْخَيْرِ، مَدْفَعَةٌ لِلشَّرِّ، وَثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - أَنَّهُ قَالَ: "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ للهِ".
• وَأَمَرَ النَّبِيُّ - ﷺ - صَاحِبَ الرُّؤْيَا الحَسَنَةِ أَنْ يَبْشُرَ، وَأَنَّهَا مِنَ المُبَشِّرَاتِ، قَالَ تَعَالَى: (لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)، فَسَّرَهَا النَّبِيُّ - ﷺ - وَقَالَ: "تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ". وَالحَدِيثُ لَا بَأْسَ بِهِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ.
• وَأَرْشَدَنَا النَّبِيُّ - ﷺ - أَلَّا نُخْبِرَ بِالرُّؤْيَا التِي نُحِبُّهَا إِلَّا مَنْ نُحِبَّهُ، فَلَرُبَّمَا أَرْشَدَنَا إِلَى خَيْرٍ، (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا).
• وَأَخِيرًا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - أَنَّهُ نَهَى الرَّائِي أَنْ يَقُصَّ رُؤْيَاهُ (إِلَّا عَلَى عَالِمٍ، أَوْ نَاصِحٍ).
فَالعَالِمُ صَاحِبُ الرَّأْيِ يُعَبِّرُهَا عَنْ عِلْمٍ، بِخِلَافِ الجَاهِلِ؛ فَإِنَّهُ يُفَسِّرُهَا عَنْ هَوًى، أَوْ عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ.
وَالنَّاصِحُ اللَّبِيبُ يُوَجِّهُ الرَّائِي التَّوْجِيهَ السَّلِيمَ الحَكِيمَ.
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ!