عدد الزوار 3 التاريخ Jun 15 2020 1:18AM
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أما بعد: فهذه وقفة حول الرؤيا هل إذا عبرت وقعت؟
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ -: "الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ".
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَابْنُ دَقِيقِ العِيدِ، وَالسّيُوطِيُّ، وَحَسَّنَ إِسْنَادَهُ ابْنُ حَجَرٍ.
وَالأَظْهَرُ ضَعْفُهُ؛ فَفِي إِسْنَادِهِ وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ، لَا يُعْرَفُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ -: "إِنَّ الرُّؤْيَا تَقَعُ عَلَى مَا تُعَبَّرُ، وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ، فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا نَاصِحًا، أَوْ عَالِمًا".
وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلًا وَمَوْصُولًا، صَحَّحَهُ الحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
فَلْيَحْذَرِ الرَّائِي مِنْ عَرْضِ رُؤْيَاهُ عَلَى مَنْ يَتَعَبَّثُ بِتَعْبِيرِهَا، وَلْيَتَّقِ اللهَ المُعَبِّرُ مِنْ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا السَّيِّئَةِ المَكْرُوهَةِ التَّعْبِيرَ السَّيِّئَ، دُونَ لَيِّ عُنُقِهَا، وَاللَّعِبِ فِيهَا.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي التَّمْهِيدِ: قِيلَ لِمَالِكٍ - رَحِمَهُ اللهُ -: أَيُعَبِّرُ الرُّؤْيَا كُلُّ أَحَدٍ؟، فَقَالَ: أَبِالنُّبُوَّةِ يُلْعَبُ؟ وَقَالَ مَالِكٌ: لَا يُعَبِّرُ الرُّؤْيَا إِلَّا مَنْ يُحْسِنُهَا، فَإِنْ رَأَى خَيْرًا أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ رَأَى مَكْرُوهًا؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، قِيلَ: فَهَلْ يُعَبِّرُهَا عَلَى الخَيْرِ، وَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى المَكْرُوهِ؛ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا عَلَى مَا أُوِّلَتْ عَلَيْهِ؟، فَقَالَ: لَا، ثُمَّ قَالَ: الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، فَلَا يُتَلَاعَبُ بِالنُّبُوَّةِ. انتهى.
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ!