عدد الزوار 2 التاريخ Jun 15 2020 1:13AM
قَالَ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ -: بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قُصَّتْ عَلَيْهِ رُؤْيَا
رُوِّينَا فِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ رُؤْيَا، قَالَ: خَيْرًا رَأيْتَ، وَخَيْرًا يَكُونُ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "خَيْرًا تَلْقَاهُ، وَشَرًّا تَوَقَّاهُ، خَيْرًا لَنَا، وَشَرًّا عَلَى أَعْدَائِنَا، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ". وَمَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - لَا يَصِحُّ أَسَانِيدُهُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ قَابُوسَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الفَضْلِ: "يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ، قَالَ: (خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا فَتُرْضِعِيهِ)، فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا أَوْ حَسَنًا، فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ". قَالَ البُوصِيرِيُّ: هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ إِنْ سَلِمَ مِنَ الانْقِطَاعِ.
وَحِينَ يَفْرَغُ الرَّائِي مِنْ قَصِّ رُؤْيَاهُ، فَمُهِمَّةُ المُعَبِّرِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَصْنِيفِهَا حَسَبَ مَا يَظْهَرُ لَهُ، هَلْ هِيَ رُؤْيَا صَالِحَةٌ مِنَ اللهِ فَتُعَبَّرَ؟ أَمْ حُلْمٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَوْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ؟ فَإِنْ ظَهَرَ لَهُ أَنَّهَا رُؤْيَا حَقٍّ تَأَمَّلَ فِيهَا؛ هَلْ هِيَ عَلَى ظَاهِرِهَا؟ أَمْ هِيَ أَمْثَالٌ تُعَبَّرُ فَيُعَبِّرَهَا؟ وَلْيُوَجِّهِ المُعَبِّرُ الرَّائِيَ إِلَى مَا يَنْبَغِي عَلَيْهِ حِيَالَ رُؤْيَاهُ مِنَ الآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ.
وَلَا يُفْتِ المُعَبِّرُ فِي الرُّؤْيَا إِذَا لَمْ يَفْتَحِ اللهُ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)، وَعَنْ أَبِي المِقْدَامِ، قَالَ: كُنْتُ أَحْضُرُ ابْنَ سِيرِينَ يُسْأَلُ عَنِ الرُّؤْيَا، فَكُنْتُ أَحْزِرُهُ يُعَبِّرُ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ وَاحِدَةً.