عدد الزوار 2 التاريخ Jun 15 2020 12:35AM
ذَكَرَ البَغَوِيُّ عَنْ شَيْخِهِ العَلَّامَةِ القَاضِي أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنٍ المَرْوَرُّوْذِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: "رُؤْيَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي المَنَامِ حَقٌّ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِهِ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ وَالمَلَائِكَةِ". انتهى.
أَمَّا رُؤْيَةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهِيَ الَّتِي وَرَدَ فِيهَا أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَصَوَّرُ بِهِ، وَقَالَ: (مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَقَدْ رَآنِي). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. اللَّهُمَّ إِلَّا مَا رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي "الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ"، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حَقًّا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي، وَلَا بِالكَعْبَةِ». وَهِيَ زِيَادَةٌ شَاذَّةٌ، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَفِيهِ لِينٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وَقَالَ أَهْلُ العِلْمِ ذَلِكَ: إِذَا رَآهُ عَلَى صُورَتِهِ فَقَدْ رَآهُ عَلَى الحَقِيقَةِ، وَهَذِهِ الرُّؤْيَةُ بِشَارَةٌ بِالصَّلَاحِ لِلرَّائِي، إِنْ كَانَ عَلَى تَقْوَى، فَيَنْبَغِي الاسْتِقَامَةُ وَالازْدِيَادُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ.
وَلِلْبُخَارِيِّ: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ».
وَلِمُسْلِمٍ: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي اليَقَظَةِ».
وَالقَصْدُ أَنَّ لَهَا تَعْبِيرًا ظَاهِرًا يَجِدُهُ، لَا أَنَّهُ سَيَلْتَقِي بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا.
وَهَذَا الحَدِيثُ لَا يَعْنِي أَنَّهُ إِذَا رَآهُ عَلَى غَيْرِ صُورَتِهِ أَنَّ الرُّؤْيَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَالأَضْغَاثِ، وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ ضَرْبِ الأَمثَالِ، فَيَطْلُبُ تَفْسِيرَهَا، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ ابْنُ العَرَبِيِّ، وَالقُرْطُبِيُّ، وَالنَّوَوِيُّ، وَابْنُ حَجَرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ تَكُونُ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ، فِي صَالِحِهِ أَوْ ضِدِّهِ، بِحَسَبِ الرُّؤْيَا، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ ابْنُ العَرَبِيِّ، وَابْنُ أَبِي جَمْرَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِي رُؤْيَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالمَلَائِكَةِ وَالصَّالِحِينَ وَالجَنَّةِ وَالكَعْبَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الرُّمُوزِ وَالمَعَالِمِ الإِسْلَامِيَّةِ العَظِيمَةِ - إِذَا كَانَتِ الرُّؤْيَا حَسَنَةً - فَائِدَتَانِ، الأُولَى: أَنَّهَا رُؤْيَا صَادِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَالثَّانِيَةُ: أَنَّهَا رُؤْيَا خَيْرٍ.