عدد الزوار 4 التاريخ Jun 15 2020 12:32AM
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ وَقْفَةٌ عَنْ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا الإِلْهَامِيِّ وَالفَهْمِيِّ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ).
وَقَالَ تَعَالَى: (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)؛ أَيْ: يُلْهِمُكَ اللهُ تَفْسِيرَ الرُّؤْيَا، وَيُفْهِمُكَ كَيْفَ تُعَبِّرُهَا.
فَتَعْبِيرُ الرُّؤْيَا عِلْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى فَتْحٍ وَإِلْهَامٍ مِنَ اللهِ، وَهُوَ الأَصْلُ وَالأَهَمُّ، ثُمَّ عَلَى مَلَكَةِ فَهْمٍ لِأُصُولِهَا وَرُمُوزِهَا.
وَبِهَذَا فَهُوَ عِلْمٌ وَهْبِيٌّ يُطْلَبُ مِنَ اللهِ، وَكَسْبِيٌّ يُطْلَبُ عَلَى أَيْدِي حُذَّاقِهِ، وَفِي كُتُبِ عَمَالِقَتِهِ.
وَقَدْ أَلَّفَ المُتَقَدِّمُونَ فِي (عِلْمِ التَّعْبِيرِ)، وَفِي (طَبَقَاتِ المُعَبِّرِينَ)، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ، وَالعِنَايَةِ بِهِ.
وَقَدْ تَوَلَّى كُرْسِيَّ التَّعْبِيرِ الأَنْبِيَاءُ، وَعَنْهُمْ أَخَذَ تَلَامِذَتُهُمْ.
فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَعَلَّمَ تَعْبِيرَ الرُّؤْيَا، حَيْثُ شَعَرَ بِبِدَايَةِ فَتْحٍ مِنَ اللهِ، فَلْيَسْتَفِدْ مِنْ دَلَالَةِ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَدَلَالَةِ اللُّغَةِ وَالحِكَمِ وَالأَمْثَالِ وَالأَسْمَاءِ وَالمَعَانِي، وَلْيَرْجِعْ إِلَى كُتُبِ العُلَمَاءِ المَشْهُودِ لَهُمْ بِالتَّمَكُّنِ فِي عِلْمِ تَأْوِيلِ الرُّؤَى؛ لِيَتَعَلَّمَ أُصُولَ التَّأْوِيلِ، وَيَنْظُرَ فِي أَمْثِلَةِ التَّعْبِيرِ.
وَلْيَعْتَبِرِ المُعَبِّرُ بِشَخْصِ الرَّائِي وَبِيئَتِهِ: مَكَانِهِ، وَزَمَانِهِ، وَحَالِهِ، وَاهْتِمَامَاتِهِ، وَظُرُوفِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ حَيْثُ يَخْتَلِفُ التَّعْبِيرُ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ.
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ!