برومو علم الرؤى

عدد الزوار 10 التاريخ Jun 15 2020 12:14AM

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -: "أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - كَشَفَ السِّتَارَةَ، وَرَأْسُهُ مَعْصُوبٌ، فِي مَرَضِهِ الذِي مَاتَ فِيهِ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا المُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ".
وَالتَّعْبِيرُ بِالمُبَشِّرَاتِ خَرَجَ لِلْأَغْلَبِ، فَإِنَّ مِنَ الرُّؤْيَا مَا تَكُونُ مُنْذِرَةً، وَهِيَ صَادِقَةٌ، يُرِيهَا اللهُ لِلْمُؤْمِنِ رِفْقًا بِهِ؛ لِيَسْتَعِدَّ لِمَا يَقَعُ قَبْلَ وُقُوعِهِ.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَكَانَةِ الرُّؤْيَا فَائِدَتُهَا العَظِيمَةُ
فَبِالرُّؤْيَا عَلِمَ النَّبِيُّ - ﷺ - أَنَّهُ مَسْحُورٌ، وَأَنَّ الذِي سَحَرَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَأَنَّهُ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ.
وَبِالرُّؤْيَا نَالَ عَبْدُ المُطَّلِبِ شَرَفَ حَفْرِ زَمْزَمَ، حَيْثُ دَفَعَتْهُ الرُّؤْيَا إِلَى حَفْرِهَا، وَأَرَتْهُ مَكَانَهَا.
وَبِالرُّؤْيَا أَنْفَذَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَصِيَّةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ بَعْدَ مَوْتِهِ، حَيْثُ طَلَبَ مِنْهُ فِي الرُّؤْيَا أَنْ يَسْتَنْقِذَ مَا لَهُ وَيُخَلِّصَ ذِمَّتَهُ.
وَبِالرُّؤْيَا دُلَّ الصَّحَابَةُ عَلَى الأَذَانِ، فَأَقَرَّهُ النَّبِيُّ - ﷺ -.
وَبِالرُّؤْيَا عَلِمَتْ آمِنَةُ أَنَّ الذِي فِي رَحِمِهَا لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ، حَيْثُ رَأَتْ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى بِالشَّامِ.
فَالرُّؤْيَا قَدْ تَكُونُ سَبَبَ عَافِيَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَكِنْ لَا تَلْتَمِسْ تَأْوِيلَهَا إِلَّا عِنْدَ عَالِمٍ بِالتَّعْبِيرِ؛ يَعْرِفُ كَيْفَ يُعَبِّرُ، وَمَتَى يُعَبِّرُ، وَبِمَاذَا يُعَبِّرُ، وَإِلَّا رُبَّمَا قَلَبَ المُتَعَالِمُ الأُمُورَ عَلَيْكَ.
مَجْمُوعَةُ حَلَقَاتِ عِلْمِ الرُّؤَى، سِلْسِلَةٌ جَدِيدَةٌ تُقَدِّمُهَا قَنَاةُ يَنَابِيعِ العِلْمِ، يَجْتَمِعُ فِيهَا العِلْمُ وَالخِبْرَةُ معًا، فِي قَالَبٍ فَنِّيٍّ رَائِقٍ، وَرُسُومٍ جِرَافِيكِيَّةٍ مَاتِعَةٍ، نَتَعَرَّفُ مِنْ خِلَالِهَا عَلَى أُصُولِ عِلْمِ تَعْبِيرِ الرُّؤَى مَعَ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفَسِّرِ/ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَمِيِّ ... انْتَظِرُونَا!