عدد الزوار 0 التاريخ Jun 15 2020 12:11AM
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ وَقْفَةٌ حَوْلَ أَمَدِ الرُّؤْيَا.
رَوَى الطَّبَرِيُّ وَالحَاكِمُ وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ - قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: بِسَنَدٍ صَحِيحٍ - عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: (كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَعِبَارَتِهَا أَرْبَعُونَ عَامًا).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ: (وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي أَمَدُ الرُّؤْيَا). رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ.
وَنَقَلَ الثَّعْلَبِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ مُدَّةَ المُفَارَقَةِ بَيْنَ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ تِسْعُونَ سَنَةً، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَالمُهِمُّ هُوَ أَنَّ أَمَدَ الرُّؤْيَا لَا دَلِيلَ عَلَى تَوْقِيتِ أَقْصَاهُ.
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ المُدَّةَ التِي بَيْنَ الرُّؤْيَا وَوُقُوعِهَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ طَبِيعَةِ الرُّؤْيَا.
فَبَعْضُهَا تَتَحَقَّقُ بَعْدَ الرُّؤْيَا مُبَاشَرَةً، وَبَعْضُهَا بَعْدَ مُدَّةٍ، إِمَّا قَصِيرَةٌ، أَوْ مُتَوَسِّطَةٌ، أَوْ طَوِيلَةٌ.
وَمَقَامَاتُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ الصَّادِقَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّائِي ثَلَاثَةُ مَقَامَاتٍ:
- {عِلْمُ الْيَقِينِ}: يَقْطَعُ بِأَنَّ الرُّؤْيَا سَتَقَعُ.
- {عَيْنُ الْيَقِينِ}: حِينَ يَرَى بِبَصَرِهِ أَوَّلَ عَلَامَاتِ وُقُوعِهَا.
- {حَقُّ الْيَقِينِ}: حِيْنَ يُبَاشِرُ أَحْدَاثَهَا.
وَقَدْ يَكُونُ وَقْتُ وُقُوعِ الرُّؤْيَا فِي الدُّنْيَا وَهَذَا الغَالِبُ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الآخِرَةِ، كَمَنْ تَقَرَّبَ للهِ بِقُرْبَةٍ كَبِنَاءِ مَسْجِدٍ، فَرَأَى لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ.
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ!